الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاهدة النفس خير معين وهداية للصراط المستقيم

السؤال

بعدما أصبت بأمراض القلوب، وبفضل الله أجاهدها، وبعدت عن الله وقل إيماني وقلت أعمالي وفتنت في عدة أمور، أشعر بيأس من الصعود مجددًا وأشعر بأن الله لا يرديني: ولكن كره الله انباعثهم فثبطهم ـ فالأعمال الصالحة ثقيلة علي لا أعمل منها سوى المفروضات، ومنذ زمن كنت أحفظ القرآن للخلاص من ثقل الحفظ فرجع علي هذا الأمر مجددًا، أشعر بهذا الإحساس الذي ينظره أحدنا في شخص ضال فيتحير لأمره وكيف له بالهداية مما هو فيه؟ فما قولكم؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالهدى هدى الله سبحانه، فلا تيأس من رحمته ولا تقنط من روحه، وأقبل عليه سبحانه يهدك صراطه المستقيم، وأكثر من الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وجاهد نفسك على فعل الخير مؤديا للفرائض مستكثرا ما أمكنك من النوافل، واحرص على طلب العلم، فإن به تدفع أمراض القلوب واصحب الصالحين فبصحبتهم تنال الخير في الدنيا والآخرة، واعلم أنك متى صدقت في مجاهدة نفسك، فإن الله تعالى يعينك ويوفقك، وستصير بإذنه تعالى إلى حال أفضل مما كنت عليه من قبل، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

وتب إلى ربك توبة صادقة نصوحا، فإن التوبة تمحو ما قبلها من الآثام، فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم ورحمته أوسع، قال الله: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وسله سبحانه صلاح قلبك والمعونة على فعل الخير، فإنه من يهده الله، فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني