السؤال
شخص ابتلاه الله في شبابه بذنب بشع ممقوت هو الكبيرة الثانية في الإسلام دون أن يدرك مدى خطورتها، ولما أدركها تاب توبة نصوحا لدرجة أنه كان يمشي هائما على وجهه ويبكي، وبعد ثلاثين سنة عاد الذنب إلى فكره وسبب له عقدة في القلب وغما وضيقا لدرجة أنه زار الطبيب النفسي دون شفاء، وحاليا يخشى قراءة القرآن، ويقول: كيف تقرأ القرآن وهو يتوعدك ويذكرك بذنبك وببشاعته؟ وهذا الشخص حاليا يفعل الخير، بل اشترى قطعة أرض وجعلها وقفا لبناء مدرسة قرآنية تقربا من الله، وذنبه لا يتعلق بحقوق الناس، فكيف ينسى الذنب وهناك من يذكره دائما بذنبه مثل القرآن والمواعظ؟ وكيف يتخلص من الخوف والأسى كلما تذكر ذنبه أو سمع آيات تتحدث عن ذنبه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم هذا الشخص أنه ما دام قد تاب من ذنبه توبة نصوحا مستجمعة لشروطها من الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه والندم على فعله، فإن الله تعالى يقبل توبته ويقيل عثرته ويصير كمن لم يذنب، كما جاء في الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.
فليبشر هذا الرجل بتوبة الله عليه وليحسن ظنه بربه تعالى، وليعلم أنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، وليعلم أن ما في القرآن من الوعيد على هذا الذنب إنما هو في حق من لم يتب، وما دام قد تاب فليس هو داخلا تحت هذا الوعيد، وليكثر من فعل الخير وليستكثر من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، فليهدأ هذا الرجل نفسا وليطب قلبا وليطرح عنه تلك الهموم التي تؤرقه، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء.
والله أعلم.