السؤال
إذا جاءت نشوة حب التصدر أو العجب فأنكرها صاحبها بقلبه ولم يعمل بأي شيء أو يقله، فهل عليه شيء؟.
إذا جاءت نشوة حب التصدر أو العجب فأنكرها صاحبها بقلبه ولم يعمل بأي شيء أو يقله، فهل عليه شيء؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب عند ورود خواطر المعاصي على القلب هو كراهيتها ومدافعتها وعدم الركون إليها وألا يعقد القلب عليها، فمن فعل هذا فقد أدى ما عليه، ولا يجب عليه شيء وراءه، قال ابن القيم: ومعلوم أنه لم يعط الإنسان إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها، فإنها تهجم عليه هجوم النفس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه به ومساكنته له وعلى دفع أقبحها، وكراهته له، ونفرته منه، كما قال الصحابة: يا رسول الله؛ إن أحدنا يجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان ـ وفي لفظ: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ـ وفيه قولان:
أحدهما: أن رده وكراهيته صريح الإيمان؟
والثاني: أن وجوده وإلقاء الشيطان له في النفس صريح الإيمان، فإنه إنما ألقاه في النفس طلبا لمعارضة الإيمان وإزالته به. اهـ.
وقال: وثمرة هذه السكينة الطمأنينة للخير تصديقا وإيقانا، وللأمر تسليما وإذعانا، فلا تدع شبهة تعارض الخير ولا إرادة تعارض الأمر، فلا تمر معارضات السوء بالقلب إلا وهي مجتازة من مرور الوساوس الشيطانية التي يبتلى بها العبد ليقوى إيمانه، ويعلو عند الله ميزانه، بمدافعتها وردها وعدم السكون إليها. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 177257.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني