الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج إشاعات أهل الزوج على الزوجة وطلبهم القيام بخدمتهم

السؤال

‏يا فضيلة الشيخ: في الآونة الأخيرة ‏تعرضت لبعض الشائعات، منها ما ‏يشيب له الشعر.‏
أهل زوجي- سامحهم الله- بدؤوها، ‏وحتى لا ألومهم، زوجي- وللأسف- ‏يشعلها أكثر ليبعد اللوم عن أهله. ‏
فالعلاقة بيني وبين زوجي بدأ يظهر ‏فيها الفتور. ‏
وبعد ذلك قام صاحب له بترويج شائعة ‏عني، وأنا لم أر صاحبه هذا منذ مدة طويلة، واندهشت لقيامه ‏بهذا الأسلوب، وهلم جرا.‏
شعرت وكأنني كرة بين أيديهم، ‏وزوجي يتفرج.‏
الغريب أنه بعد أن هدأت العاصفة ‏والحمد لله، هؤلاء الناس ‏الذين قاموا بترويج الشائعة، يطلبون ‏من زوجي أن أذهب إليهم، وأقوم بخدمتهم في بيوتهم، وألبي ‏رغباتهم.‏
زوجي لطيبة قلبه- أو الله أعلم به- ‏يرى أنه ما من مشكلة في ذلك. أما أنا فغير مطمئنة لذهابي ‏إليهم، وخاصة أني بعد فضل الله، ‏تعاملت معهم بكل احترام قبل ‏ترويجهم للشائعات.‏
وعذرهم أن مستوى تعليمي ضئيل. ‏لن أكذب عليك يا فضيلة الشيخ: لقد ‏كنت مستعدة أن أقوم بخدمتهم، ولكن ‏بعد شائعاتهم الكاذبة، ليس لدي أي ‏نوع من حسن الظن بهم.‏
وهذا الموضوع جعلني زوجة عنيدة، ‏فأنا لا أريد أن أضعف ‏أمام من قاموا بشبه تدميري نفسياً ‏بإطلاقهم الشائعات. وأظن أني لو ‏رأيتهم بالقرب مني، ومصادفة ‏ستكون لدي الرغبة في .... ولا ‏أعرف إن كنت سأستطيع أن ‏أسامحهم بكل سهولة. ‏
ملاحظة: والدتي وأخواتي يقمن في ‏دولة أخرى.‏
جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن صح ما ذكرت عن زوجك، وصاحبه، وأهل زوجك من الإساءة إليك، ونشرهم شيئا من الشائعات السيئة عنك، فهم مخطئون في ذلك، ويعظم الإثم إن كان الأمر متعلقا بالعرض؛ وراجعي الفتوى رقم: 124552.

ولا شك في أن العفو قربة من أعظم القربات، وله فضل كبير، وقد ذكرنا جملة من دلائل فضله في الفتوى رقم: 27841.

هذا بالإضافة إلى أنه ينبغي السعي في الإصلاح، ورأب الصدع، ويتأكد مثل هذا بين من كانت بينهم صلة قرابة، أو مصاهرة ونحو ذلك؛ وانظري الفتوى رقم: 50300.

ونؤكد على وجه الخصوص على العلاقة بينك وبين زوجك، وأن تتوفر الثقة بينكما، ويكون الود، والحوار بالحسنى فيما قد يطرأ من مشاكل، لينعكس ذلك إيجابا على استقرار الأسرة، وحسن تربية الأولاد ...إلى غير ذلك من الأغراض الصحيحة.

ولا يلزمك شرعا خدمة أهل زوجك، ولو طلب زوجك منك ذلك، ولا سيما إن خشيت أن يلحقك من ذلك ضرر، وأن تقعي بسببه في حرج. وراجعي الفتوى رقم: 64701، والفتوى رقم: 33290.

وإذا كان زوجك قد قصر في حقك، فلا يجوز لك التقصير في حقه، بل احرصي على أن تؤدي إليه حقوقه؛ وانظري الفتوى رقم: 27221.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني