الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف الزوج مع زوجته التي تؤذيه ليطلقها

السؤال

متزوج وعندي ولدان، وزوجتي تصر على طلب الطلاق وتستفزني لأطلقها، وتسبني وتتهمني باللواط والزنا، وتصرخ لتسمع الجيران، وتؤذيني أشد الأذية بلسانها، وتحاول الاعتداء علي جسديا مما يضطرني لضربها، فهل يجوز لها طلب الطلاق بهذه الطريقة؟ وما هي نصيحتكم لها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمطلوب شرعا أن يعاشر كل من الزوجين الآخر بالمعروف، ويعرف له حقه، ويؤديه إليه، وخاصة الزوجة مع زوجها لعظيم حقه عليها، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة:228}.

ويمكن مراجعة حقوق الزوجية في الفتوى رقم: 27662.

وما ذكرت عن زوجتك من سبك واستفزازك واتهامك بالفاحشة يعتبر نشوزا منها وتعاليا على زوجها، وعلاج النشوز جعله الشرع في خطوات بيناها في الفتوى رقم: 1103.

وليس الضرب بأول هذه الخطوات كما ترى، هذا بالإضافة إلى أن الضرب له ضوابطه التي تجب مراعاتها، وسبق بيانها في الفتوى رقم: 69، فراجعها للأهمية.

ولا يجوز للزوجة طلب الطلاق من زوجها إلا إذا وجد ما يسوغ لها ذلك، ويمكن مطالعة مسوغات طلب الطلاق في الفتوى رقم: 37112.

وإذا أصرت الزوجة على طلب الطلاق، ولم يكن لها عذر فيه، كان للزوج أن يمتنع عن تطليقها حتى تفتدي منه بمال ونحوه، وانظر الفتوى رقم: 93039.

وننصح في الختام كلا من الزوجين بتحري الحكمة، والحرص على حل هذه المشكلة بكل روية، والحذر من اللجوء إلى الطلاق ما أمكن، ولا سيما مع وجود الأولاد، فهم ضحايا فراق الزوجين غالبا، وننصح الزوج خاصة بتحري أسباب طلب الزوجة الطلاق والعمل على إزالتها حسب الإمكان، وننصح الزوجة أيضا بأن تتقي الله في نفسها، وتعرف لزوجها مكانته، فقد جعل الشرع القوامة له عليها، وهي قوامة تدبير لا قوامة تسلط، كما أسلفنا القول في ذلك في الفتويين رقم: 16032، ورقم: 18814.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني