السؤال
أرجوكم أفيدوني: سؤالي عن بر الوالدين.
أمي يا شيخ سيدة فاسقة وكاذبة وفاسدة، تسعى إلى قتلي؛ حيث تحرض إخوتي على قتلي، والسبب أنني اكتشفت أعمالها جميعها.
قبل يومين حاولوا قتلي، ولكن عناية الله أكبر منهم، وما زلت تحت الخطر والتهديد. أفيدوني بالله عليكم ما الحل؟
هل أتوجه إلى الشرطة؟ أم ماذا أفعل؟ وهل لها علي بر؟
علما بأنني أحاول التقرب منها بشتى السبل، وهي ترفض ذلك، وتعمل على تحريض الجميع على الابتعاد عني ومحاربتي.
والدي رجل كبير في السن، ويدافع عني، ومع ذلك أنا في خطر، وأشعر بعدم الأمان. أفيدوني، أرجوكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الغريب حقا ما تذكرين من حال أمك وإخوانك معك، فمن المعروف أن الغالب في الأم الشفقة على أولادها، والحرص على مصلحتهم، وحذرها من إلحاق أي نوع من الأذية بهم، ولا سيما الإناث منهم. فأن تسعى في إيذاء ابنتها، وتحرض إخوتها على قتلها، فأمر يحتاج إلى البحث فيه والنظر والتأمل. وكذا الحال في استجابة الأبناء لأمهم في مثل هذا!!!.
ومن أولى ما نوصيك به هو الصبر، فهو من أفضل ما يتسلى به المبتلى، وراجعي فضل الصبر بالفتوى رقم: 18103
وعليك أيضا بالدعاء، وهنالك بعض الأدعية التي تناسب مقام الكرب والهم والغم والخوف، فراجعيها في الفتوى رقم: 93185 والفتوى رقم: 157439.
وينبغي أن تبحثي عن الأسباب التي حملت أمك على مثل هذا، والعمل على معالجة كل سبب بما يناسب، واحرصي على مداراتها، والاستعانة بكل من يمكن أن يعينك في سبيل كسب رضاها، واتقاء غضبها من الأقرباء ونحوهم. واحرصي أيضا على الاحتماء من إخوتك وأذاهم بمن يمكنه ردعهم وحمايتك منهم؛ كالأعمام والأخوال ونحوهم.
ويجب عليك البر بأمك والإحسان إليها مهما كان حالها من الفسوق، ومهما أوصلت إليك من الإساءة، فهذا كله لا يسقط عنك برها ولا يسوغ لك عقوقها. ولا حرج عليك في رفع الأمر إلى الجهات المسؤولة من القضاء وغيره إن اقتضى الأمر ذلك، فإن مجرد مقاضاة الوالد لا تعتبر عقوقا إذا لم يكن الولد ظالما؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 75076. وإذا جاز هذا مع الأم، فأولى أن يجوز مع الإخوة، فلا تعتبر مقاضاتهم قطيعة للرحم.
والله أعلم.