السؤال
قرأت في بعض الفتاوى عندكم أن ذكر الله تعالى بلفظ الجلالة المفرد بدعة محدثة وخطأ في اللغة، فأنكرت على بعض من يعمل بذلك وبينت له أن هذه الصفة لا معنى لها ولم ترد في الشرع، لكنه قال: نحن نقصد قبل اللفظ المفرد: ياء النداء ـ المحذوفة جوازا، فيكون حينئذ له معنى كما نقول: يا رحمن، يا رحيم ـ فما قولكم في ذلك؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاقتصار في الذكر على لفظ الجلالة: الله، أو غيره من الأسماء الحسنى، وقد بينا أن ذلك بدعة منكرة، كما سبقت الإشارة إليه في فتاوى عديدة منها الفتوى رقم: 52637، وكذلك الفتوى رقم: 49449.
ولا حجة في إضمار ياء النداء قبل لفظ الجلالة، بل حتى لو ذكروها تصريحا فقالوا: يا الله، أو يا رحمان، واكتفوا بذلك لم تخرج طريقة ذكرهم هذه عن الابتداع في دين الله، كما لم يكن لقولهم ذلك أي معنى، لأن هذا لا يسمى كلاما في اللغة العربية، ولا يفيد معنى من المعاني، فلا هم ـ بهذه الطريقة ـ طلبوا الله تعالى أن يعطيهم خيرا أو يكفيهم شرا، ولا هم أثنوا عليه بصفاته العظيمة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان كلاما تاما مفيدا، مثل: لا إله إلا الله، ومثل: الله أكبر، ومثل: سبحان الله والحمد لله، ومثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومثل: تبارك اسم ربك، تبارك الذي بيده الملك، سبح لله ما في السماوات والأرض، تبارك الذي نزل الفرقان ـ فأما الاسم المفرد مظهرا مثل: الله، الله، أو مضمرا مثل: هو، هو ـ فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين. اهـ.
ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: قراءة أسماء الله الحسنى بعد الصلوات واعتياد هذا، وترديد كلمة يا لطيف عددًا معينًا وبصفة معينة، كل هذا من البدع المحدثة في الإسلام، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. اهـ.
والله أعلم.