السؤال
أنا صاحبة فتوى رقم: 259459، بخصوص وسواس الكفر وأحاول جاهدة التخلص منه، وفي كل فترة يأتي شيء، وتزداد كثيرا في رمضان وأحيانا لا أعيرها اهتماما، وفي الأيام الماضية زادت بشكل غريب، ولا أستطيع نسيانها أو تجاهلها بسهولة.. وكلما أفكر في وسوسة تنتج عنها وسوسة أخرى حتى أصبحت في دوامة لا يعلم بها إلا الله، وليس في نيتي الكفر وأحاول قدر المستطاع أن لا أفكر، ولكن من غير قصد لا أستطيع التحكم في أفكاري، فهل هذا كفر؟ وأهم شيء في حياتي هو الإسلام.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكما قلنا لك في الفتوى السابقة يتعين عليك عدم الالتفات إلى الوساوس، فهذا هو حكمك الشرعي الذي تؤجرين عليه عند الله تعالى، فمهما وسوس لك الشيطان فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك، ومهما تنوعت الوساوس وتعددت الأمور التي تأتيك فيها فقابليها بالإعراض التام، وتعبدي الله بذلك، فإنك بإعراضك عن الوساوس تكونين قد عبدت الله تعالى وعصيت الشيطان، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
واعلمي أن كراهتك لهذه الوساوس والتي حملتك على أن أعدت عنها السؤال مرة أخرى دليل على صدق إيمانك وصحة يقينك ـ إن شاء الله ـ وقد شكا الصحابة رضي الله عنهم أمثال هذه الوساوس للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم بأن كراهتهم لها ونفورهم منها هو صريح الإيمان، ثم اعلمي أيضا أن الله رؤوف رحيم لطيف بعباده، ولذلك لا يحاسب العبد بما يدور في خاطره ما لم يتحدث أو يعمل، قال عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم. متفق عليه.
وعليه، فاطمئني بأن الأفكار التي تأتيك لا تكفر الإنسان ولا تحبط عمله، واعملي على عدم التفكير في ذلك مجددا، ثم إن عادت فلا تجزعي ولا تتضايقي، بل عاودي أنت أيضا تجاهلها مرة أخرى وهكذا حتى تزول عنك تدريجيا ـ بإذن الله تعالى ـ ولا تنسي الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يصرف عنك ما بك خاصة في هذه الأيام المباركة، فاحرصي على الدعاء عند الفطور وفي الثلث الأخير من الليل وفي أثناء السجود، ونحو ذلك من المواطن التي هي مظنة إجابة.
والله أعلم.