الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة والصيام

السؤال

أعاني من الوساوس، أحس بأنني سأصل للجنون.
وسواس الطهارة:
عندما أتوضأ أحس أنه قد خرجت مني ريح، وأقول لن أذهب إلا عندما أجد ريحاً، أو صوتاً، لكن تطور الأمر، أصبحت لا أميز هل شممت رائحة أم لا؟ وهل الرائحة التي شممت ريحا أو لا؟
وتذهب صلاتي وأنا أفكر، وأشم الرائحة، تعبت نفسياً، صلاتي أنهيها بسرعة خوفاً من أن تنقطع.
والبحث عن ما تحت أظافري هل يمنع وصول الماء أم لا؟ وهي ليست طويلة، قبل عدة أيام قلَّمتها.
ومسألة الصيام:
في الأيام الأولى من رمضان خرج من ضرسي دم، فتمضمضت، وتوقف، وأصبحت كل لحظة لا أبتلع اللعاب، وأمسحه بالمنديل كي أتأكد.
في الأيام الأخيرة، أصبحت أعض على خدي عند الأكل، ويخرج دم، وأتمضمض لكي يذهب، لكن أصبح طعم الدم في فمي طوال صيامي، وعندما أمسح لا أجد شيئاً.
اليوم أحسست أن بفمي طعم دم، قلت هذه وساوس لن ألتفت لها؛ لأنني تعبت، لكني قمت ومسحت بالمنديل، ووجدت دما، لكن لا أعلم من أين هل من الضرس أو من جرح، وتمضمضت، وأصبحت كل فترة أمس لأتأكد هل يؤثر على صيامي؟
وأصبحت حتى لون اللعاب على المنديل لا أميزه، هل مختلط بدم أم لا؟
يؤلمني رأسي من هذه الوساوس.
أتمنى أن ينتهي رمضان بسرعة بسببها.
والبلغم في الحلق لا أدري هل وصل لفمي أم لا وابتلعته. هل ينقض الصوم؟
تعبت جداً من الوساوس، أعاني منها منذ حوالي عشر سنوات، مع أن عمري صغير لم أتجاوز 22 عاما.
أصبحت مكتئبة، لا أحب الخروج إلا بعد أن أصلي صلاة العشاء، كي لا أحرج عند الناس.
كرهت السفر، أصبحت أحمل هما عند الاستيقاظ من النوم للصلاة.
أوسوس في الاحتلام كثيرا، لا أعرف كيف أحكم: هل حلمي احتلاما أو لا؟
وعند قراءه الأذكار تغلبت على وساوسي قبل رمضان بأسبوعين، لكن اشتد علي، وتطورت قبل رمضان بأسبوع.
لم أعد أحتمل كل هذا، حياتي جحيم لا يطاق.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تجاهدي نفسك في التخلص من هذه الوساوس على أي صورة أتتك، وفي أي شكل عرضت لك، فإنه لا علاج لهذه الوساوس سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فلا تحكمي بانتقاض طهارتك، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه، ولا تبحثي عن وجود حائل؛ لأن الأصل عدم وجوده، وما دمت لا تتعمدين ابتلاع ما توقنين أنه دم، فإن صومك صحيح، ويسعك العمل بقول من يرى أن ابتلاع النخامة، والبلغم ليس من المفطرات، ولا تحكمي بأنك احتلمت إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بذلك.

وبالجملة فعليك أن تتركي هذه الوساوس، وتجاهديها، ولا تلتفتي إلى شيء منها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني