السؤال
أنا معلّم للمرحلة الابتدائية، فكيف أتعامل مع التلاميذ بشكل يحيي روح الإسلام، ويجعل من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضوان الله عليهم- قدوة لهم؟ وجزاكم الله خيرًا.
أنا معلّم للمرحلة الابتدائية، فكيف أتعامل مع التلاميذ بشكل يحيي روح الإسلام، ويجعل من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضوان الله عليهم- قدوة لهم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فللمعلّم دوره، ومكانته العظيمة، إن قام بعمله، ودعوته، وإرشاده للناس خير قيام، فهو بذلك يحمل راية النبي صلى الله عليه وسلم، ويقوم بوظيفته، قال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164]، وأخرج الدارمي، وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت معلمًا.
وفي الترمذي، وابن ماجه، والطبراني من حديث أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله، وملائكته، وأهل السماوات، والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلون على معلم الناس الخير.
وليستشعر المعلم والمدرّس أن الناس قد وضعوا بين يديه فلذات أكبادهم؛ ليصوغ عقولهم، ويقوِّم اعوجاجهم، وأنهم قد أوكلوا إليه مهمة من أعظم المهمات، حيث إنه قادر -بإذن الله تعالى- أن يزرع الطهر، والعفاف، والشجاعة، وحب الدِّين وأهله..
وفي المقابل: قد يزرع الخسة، والجبن، والغدر، والانحراف -والعياذ بالله-.
ومما يعين المعلم على القيام بمهمته ما يلي:
1- صدق النية، وصلاح الطوية.
2- أن يكثر من الدعاء بأن يوفقه الله، وأن يجعله سببًا لهداية الناس.
3- المطالعة المستمرة في شتى كتب الفقه، والسيرة، والتراجم، وغير ذلك.
4- حسن التحضير، وجودة الإلقاء.
5- أن يكون قدوة صالحة؛ فإن أثر الفعل على الناس أقوى من أثر القول.
6- أن يكون ذا صلة بأولياء أمور الطلاب.
7- أن يكون حكيمًا في تصرفاته؛ فيقسو عندما يتطلب الأمر ذلك، ويلين عندما يتطلب الأمر ذلك.
8- ربط الطلاب دائمًا بالقدوة المثلى -رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته-.
والله نسأل أن يوفقك لكل خير.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني