السؤال
أصبت في رمضان بالإمساك-أعزكم الله-وعند دخولي، وبعد إفراغي بمشقة، نزلت مني قطرة دم، بعدها وفي الغد نزلت إفرازات عادية بيضاء، وحدث معي هذا مرتين، ونفس الشيء، وفي المرة الثالثة أيضاً، وجدت بعد أن صَلَّيْتَ التراويح قطرة، أو اثنتين من الدم، علما أني استفرغت-أكرمكم الله-قبل الصلاة أيضاً، وأنا أنتظر نزول حيضتي، قلت يمكن أن تكون هذه هي الحيضة، لكن عند استيقاظي للقيام، وقراءة القرآن، لم أجد شيئا، فتوضأت، وصليت، وقرأت القرآن من مصحفي بشكل عادي، وصليت بعدها الصبح. فهل يعتبر ذلك حيضا؟ وهل آثم على صلاتي، وإمساك المصحف أم لا؛ لأني خفت أن أفرط في الصلاة، وتكون هذه القطرة بسبب الإمساك، والضغط الناجم عنه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت القطرة المذكورة خرجت من الدبر بسبب الإمساك الذي أشرت إليه، فليست من الحيض قطعا، ولا أثر لها على الصوم البتة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 3028 .
وكذا إن خرجت من القبل ولم تصاحبها علامات الحيض المعروفة، ولم تستمر عليك مدة تصلح لأن تكون فيها حيضا، وقد سبق لنا في الفتوى رقم:32684، تفصيل مذاهب أهل العلم حول أقل الحيض المعتبر شرعا، حيث بينا أن أقله عند الحنفية ثلاثة أيام بلياليها، وعند الحنابلة، والشافعية أقله يوم وليلة، وعند المالكية أقله قطرة واحدة، وخلصنا إلى نتيجة مفادها أن القطرة الواحدة ليست حيضا، وبذلك تكون النقطة المذكورة ليست بحيض خلافا للمالكية.
وعليه، فإن ما قمت به من صلاة، وقراءة للقرآن، أمر صحيح، ولا إثم فيه، بل فيه الأجر إن شاء الله، لكن انتبهي إلى أن النقطة التي ذكرت ناقضة للوضوء على كل حال، ويجب الاستنجاء منها.
كما أن الإفرازات البيضاء التي ذكرت في السؤال، يظهر أنها مما يعرف برطوبات الفرج، وهي طاهرة، لكنها ناقضة للوضوء أيضا، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 110928 ، ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 113785، 113253، 77706 .
والله أعلم.