الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من شكت في خروج شيء منها

السؤال

أنا عمري سبعة عشر، وأعاني من الوسوسة منذ أن كنت في ثاني إعدادي تقريبًا، وقد شقّت عليّ من بعدما قرأت عن السوائل، وأن المذي ينقض الوضوء، وصرت أجمع الصلوات، وكل يوم أغتسل من المني.
وأوسوس في الصلاة، وعندما أسجد يجيئني وسواس وتفكير خاطئ، فمثلًا صليت أمسِ المغرب، وبينا أنا ساجدة في الركعة الأخيرة ومع الوسوسة أحسست بحركة في الفرج، كما في الصلاة، وعندما سلمت وقفت مباشرة وأحسست ببلل، فأجّلت إعادة الصلاة وصلاة العشاء لليوم الثاني.
وتجيئني وساوس بترك الصلاة، وصرت أحس في أيام الحيض براحة من سجن سجنت نفسي فيه؛ لدرجة يشدني للغلط والاستمناء، ومن ثَمّ شق عليّ في أيام الطهارة، وأعاني من وسوسة الطهارة والسوائل، وسرية الصلاة، فأرجو منكم أن تفيدوني عن كل الرخص للموسوسين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج هذه الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.

ومن ثَمّ فلا تلتفتي إلى هذه الشكوك، ولا تغتسلي إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجِب للغسل، وصفة مني المرأة والفرق بينه وبين مذيها تجدينها في الفتوى رقم: 128091.

وإذا شككت في خروج شيء منك فلا تلتفتي إلى هذا الشك، وابني على الأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء حتى يحصل لك اليقين الجازم بخروجه.

وإذا شككت في بطلان صلاتك فلا تقطعيها، فالأصل صحتها، ولا تعيدي شيئًا من الصلوات لمجرد الشك والوسوسة، ولا تفتشي إذا شككت في خروج شيء من السوائل لتتحققي هل خرج أم لا؟

وإذا خرجت منك رطوبات الفرج فإنها طاهرة، ولكنها ناقضة للوضوء.

وإذا شككت في الخارج هل هو رطوبة فرج، أو مني، أو مذي؟ فإنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت على ما بيناه في الفتوى رقم: 158767.

فإذا فعلت ما نصحناك به زال عنك الوسواس، ولم تجدي صعوبة -بإذن الله- في أداء الصلاة، فالأمر يحتاج منك إلى شيء من المجاهدة فقط -نسأل الله لك العافية-.

هذا وقد بينا في الفتوى رقم: 181305 أن للموسوس الترخص، والأخذ بأيسر أقوال العلماء فيما اختلفوا فيه؛ حتى يذهب الله عنه الوسواس.

هذا والاستمناء محرم، كما سبق في الفتوى رقم: 21512.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني