الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلب المطمئن لا تضره الهواجس، والتوبة ترفع العذاب

السؤال

السؤال الأول:
عرض عليّ شخص من أقاربي أن يحكي لي المستقبل، ورفضت سماعه، فقام بعمل تنويم لي، وتم إدخال الكلام لذاكرتي دون محض إرادتي، وللأسف أواجه الآن أني أتذكر الكلام تدريجيًا، وأجد كلامه يحدث على مدى عدة شهور، وعندما تذكرت موقفًا قد حكاه عن إمكانية إيذاء أشخاص إذا ما تم التعامل معهم، فقمت باتخاذ قرار بناء على هذا الكلام، ولم أعمل بهذا القرار، وأخشى أن يكون الكلام حقيقيًا، وفي نفس ذات الوقت أخشى أن أكون وقعت في الكفر أو الشرك بتصديق كلام في الغيب، أو ألا تقبل صلاتي لمدة أربعين ليلة، وهل لا يقبل لي دعاء أيضًا، أو أي أذكار، أو أي صلاة توبة؟ وهل توجد كفارة؟
السؤال الثاني:
إذا ما تاب العبد من ذنب، وصلى له صلاة توبة مع الإحساس الشديد بالندم على فعل الذنب، فهل إذا تحدث مع شخص قريب له عن هذا الإحساس بالندم على الذنب، يعتبر من باب عدم ستر الذنوب؟ وللعلم هو ليس ذنبًا مخجلًا، مع عدم الاستهزاء أو تصغير للذنب، فهل من كفارة لذلك؟ أو هل من الممكن أن تنزل بي عقوبة من الله؟
السؤال الثالث:
ما هي حدود التعامل بين الخاطب وخطيبته في المقابلة، وفي التحدث بالهاتف؟
أريد أن أعرف حكم الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الهواجس التي تعرض لك لا يترتب عليها وقوعك في الكفر -والعياذ بالله-، ولا تأثمين بها، ولا تضرك تلك الهواجس ما دام قلبك مطمئنًا بالإيمان، متوكلًا على الله تعالى، قال ابن حجر -رحمه الله-: "وقوله (ولكن الله يذهبه بالتوكل) إشارة إلى أن من وقع له ذلك، فسلم لله، ولم يعبأ بالطيرة، أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك." فتح الباري لابن حجر (10/ 213).
وحديثك مع بعض الناس عن إحساسك بالندم على الوقوع في الذنب ليس داخلًا في المجاهرة بالذنب، وعدم الستر على النفس، وراجعي الفتوى رقم: 203068.
وإذا صحّت التوبة فهي مقبولة -بإذن الله-، فتمحو أثر الذنب، ولا يعاقب العبد عليه في الدنيا، ولا في الآخرة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وَنَحْنُ حَقِيقَةُ قَوْلِنَا: أَنَّ التَّائِبَ لَا يُعَذَّبُ لَا فِي الدُّنْيَا، وَلَا فِي الْآخِرَةِ، لَا شَرْعًا، وَلَا قَدَرًا." مجموع الفتاوى (16/ 30).
وأما عن علاقة الخاطب بمخطوبته قبل أن يعقد عليها: فهو أجنبي عنها، شأنه شأن الرجال الأجانب، فلا يكلمها إلا في حدود الحاجة، والمصلحة، مع مراعاة ضوابط الشرع في التعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية، وانظري الفتوى رقم: 57291.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني