الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلوب إحسان الظن بزوجك والتعاون على التقوى

السؤال

عمري 24 عاما, ملتزمة بفضل الله تعالى، متزوجة منذ سنتين. تقدم لخطبتي الكثير من الشباب, ولكني كنت أرفض مبدأ الزواج إلا من شخص ملتزم يخاف الله, ويحبني, ويريدني لشخصيتي, وليس لأن أمه أو أخته رسمت لعروسه صورة فوجدتها! وكنت أدعو الله أن يرزقني هذا الشاب الذي يخشى الله تعالى، ويخافه, وفي الوقت ذاته هو اختارني بإرادته، ولله الحمد رزقني الله شابا كان يكبرني بسنة من نفس تخصصي في الكلية, وقد تقدم لخطبتي وأنا لم أحدثه في حياتي, بل ولم أر وجهه قط, كنت أسمع من صديقاتي دوما باسمه, وأنه ملتزم, ونشيط, يخدم غيره في القسم, ويخاف الله تعالى، ولكني لم أفكر يوما أن أعرف كيف شكله؟ فلله الحمد كان غض البصر لدي أولوية من أولويات دراستي الجامعيّة. تقدم لخطبتي أسامة, وهو زوجي الآن، ونحن بفضل الله في خير وعافية، ولكنني تبين لي بعد الزواج بأن التزامه أقل من العادي، فهو لا يحرص على قيام الليل, ولا على تلاوة القرآن, وظننت بأني سأشد من أزره إلّا أن عباداتي التي كنت مداومة عليها قبل الزواج قد تراجعت كثيرا, وبعضها أصبح غير موجود خصوصا بعد ولادة ابنتي!
قبل أيام اكتشفت بأنه كان يحادث مجموعة من الفتيات, وبأنه حادث إحداهن لمدة عام كامل على الفيس بوك, ولكنه توقف عن محادثتهن جميعا بعدما تقدم لخطبتي, فأصبت بصدمة كبيرة, أثرت بي كثيرا, فأنا لا أنام منذ أيام, وحاولت أن أهدئ نفسي بأنه ربما تاب إلى الله -عز و جل- توبة نصوحا, وتوقف عن محادثتهنّ, ولكن هل هذه عقوبة من الله -عزّ وجل- لي؟ أعلم بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى, ولكني لم أعد أطيق النظر إليه، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الظاهر من زوجك الصلاح والاستقامة، فعليك أن تحسني الظنّ به, وتعاشريه بالمعروف, ولا يجوز لك التجسس عليه، وإذا كان قد وقع في بعض المعاصي قبل زواجك، فالظاهر أنه تاب منها، والتوبة تمحو ما قبلها, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فاحمدي الله على نعمة الزوج الصالح، واحذري من وساوس الشيطان, ونزغاته، واستعيني بالله -عز وجل-, وتعاوني مع زوجك على الأعمال الصالحة, والاجتهاد في طاعة الله، وأكثرا من ذكر الله, ودعائه, فإنّ الله قريب مجيب.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني