الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يسن قوله لمن رأى شيئا فأعجبه

السؤال

أعاني من وسواس "ما شاء الله"؛ فأصبحت أكثر من قول: "ما شاء الله" بسبب الوسوسة لأي شيء، ولأي إنسان، ماذا أفعل؟ وماذا أفعل إذا رأيت شخصا ذا وجاهة أو مال أو مكانة؟ ومتى تقال: "ما شاء الله"؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في قول المؤمن: "ما شاء الله" عند رؤية بعض ما أنعم الله به عليه أو على غيره؛ فقد قال الله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا. {الكهف:39}.

قال ابن كثير: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهذا مأخوذ من الآية الكريمة. انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: قال المؤمن لصاحبه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء. اهـ.

وروي عن أنس مرفوعًا: من رأى شيئا فأعجبه، فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره عين. رواه البزار، وابن السني، ولكن ضعفه الهيثمي في المجمع.

ومعلوم أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال عند كثير من المحققين، إذا كان مندرجا تحت أصل، ولم يكن شديد الضعف. وهذا ما ينطبق على هذا الحديث، فإن ضعفه غير شديد، ويعضده ظاهر الآية، وكذا عمل السلف.

وقد كان السلف الصالح إذا دخلوا بيوتهم أو رأوا ما يعجبهم من أموالهم قالوا: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، يتأولون قول الله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ {الكهف:39}. نقل ذلك عن الإمام مالك، وشيخه ابن شهاب، وعروة. نقل هذه الآثار القرطبي في التفسير، والسيوطي في الدر المنثور، وغيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني