الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يثبت خيار الفسخ بعد الاطلاع على العيب والرضا به

السؤال

أنا شاب تزوجت من فتاة مشغوش فيها في يدها وصدرها, وهي تدخن, ولا تصلي, وتسهر في شاليهات واستراحات, وأنا أريد الطلاق, واسترجاع المهر، فهل يحق لي أن أسترجع المهر أم لا؟ لأنني لم أنم معها إلا مرة واحدة, وكلما أحاول أن آتي إليها ترفضني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أنه ليس كل عيب يفسخ به النكاح، بل هنالك عيوب معينة بينها أهل العلم، وهي مضمنة في فتوانا رقم: 19935. وههنا أمر آخر: وهو أنه على فرض أن ما فيها من عيب يفسخ به النكاح، فمن رضي بالعيب بعد اطلاعه عليه، لم يثبت له خيار الفسخ. وفي كلامك ما يشير أن الرضا قد حصل منك بدليل قولك: وكلما أحاول أن آتي إليها ترفضني. ولكن امتناعها عن إجابتك إلى الفراش نشوز، وعلاج الناشز مبين في الفتوى رقم: 1103.

وقد جمعت هذه المرأة بين أمرين عظيمين: التفريط في حق الزوج بما ذكرنا من النشوز، والتفريط في حق الله تعالى بما ذُكر من تركها الصلاة، وتعاطي الدخان، هذا بالإضافة إلى سهرها في الشاليهات والاستراحات. فمثلها لا ينبغي للزوج تركها في عصمته، ففراقها أولى. وانظر الفتوى رقم: 93203، والفتوى رقم: 8765.

وننبه إلى ضرورة التأني في اختيار الزوجة؛ لأن الحياة مشوار طويل, يحتاج فيه المسلم إلى امرأة صالحة تعينه في أمر دينه ودنياه، لا امرأة تكون وبالًا عليه، وقد تفسد عليه دينه ودنياه. وراجع الفتوى رقم: 10561.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني