الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس في الإعراض عنها

السؤال

أنا شاب مبتلى بالوسواس القهري منذ 6 سنوات, وأتناول 3 أدوية يوميا، بعدما حصلت على شهادة الإجازة من الجامعة بعامين تذكرت بحث تخرجي, وجاءتني أفكار أنه قد أكون غششت في بحث تخرجي، فكتبت هذه المشكلة، وأرسلتها لمن يفتيني فيها، وهذه كانت الردود لأني أريد استشارتكم:
- د.عبدالعزيز الفوزان أجابني: لا حرج عليك -وفقك الله-.
- الشيخ خالد سعود البليهد أجابني: أرى أنه يكفيك التوبة, والمقصود هو: التدرب على البحث، وما دام أن المشرف تساهل معك فهو المسئول، وهذا أمر انتهى, فلا تفكر فيه، شهادتك -إن شاء الله- صحيحة.
- دائرة الشئون الإسلامية والتعاون الخيري بحكومة دبي لجنة الإفتاء أجابوني: حيث كان عملك بتوجيه من مشرفك فلست غاشا، ومشرفك إنما يريد تدريبك على البحث فحسب، ويكفيك ما أضفت إلى البحث من معلومات, وإن كانت قليلة جدا، فهذه الغاية من أغلب بحوث مرحلة الليسانس.
وبناء على ما سبق؛ فإن عملك مباح، كما أن راتبك الذي تتقاضاه حلال شرعا أيضا.
- دائرة الإفتاء العام بالمملكة الأردنية أجابوني: فلا شيء عليك، والشهادة التي بحوزتك ليست مغشوشة, ما دمت قد أخذتها على سمع وبصر اللجنة المخولة بمنح النتائج، وعليك بالإعراض عن الوسواس وترك الاسترسال معه.
- موقع إسلام ويب أجابوني: فإن اعتماد الطالب على بحث غيره، وإفادته منه دون عزو، ولا إشارة يعتبر من الغش، ومن التشبع المذموم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. متفق عليه.
ومع ما تقدم فإن ما صنعت لا يقتضي أن الشهادة الدراسية تلك برمتها باطلة لا يجوز الانتفاع بها، فعليك أن تستغفر الله مما بدر منك، وتعزم على عدم العود لمثله، ثم لا تلتف إلى الوساوس هذه التي تنتابك، وامض في حياتك بعيدًا عنها.
يا شيخ, رغم هذه الإجابات لا زال الوسواس يعذبني، ولقد تبت من الغش, وتقدمت لاجتياز امتحان دخول مركز تكوين الأساتذة، ونجحت فيه بدون غش, وسأقضي عاما من الدراسة في المركز, وسأتقاضى منحة مالية شهرية.
السؤال الذي يعذبني ليل نهار: هل هذه المنحة التي سأتقاضاها بمركز تكوين الأساتذة بعد كل ما ذكرته في الأعلى حلال؟ وهل راتبي بعد أن أصبحت أستاذا حلال؟
هل برئت ذمتي أمام الله بعدما استفتيت كل من ذكرتهم في الأعلى؟ وما يقلقني هو جواب موقع إسلام ويب, فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في الدراسة بمركز تكوين الأساتذة, والانتفاع بالمنحة التي ستعطى خلال دراستك, وما نقلته من فتاوى يؤكد لك ضرورة الإعراض عن الوساوس, ولا سيما في هذا الأمر, حتى الفتوى الصادرة عن موقعنا إنما فصلت في الجواب بناء على ما فهم من السؤال فقط, ولم تحرم عليك الانتفاع بشهادتك أو بما تكسبه من عملك إن كنت تؤديه على الوجه المطلوب.

فاستعذ بالله، وأعرض عن هذا الأمر جملة وتفصيلًا، وأقبل على ما أنت مقبل عليه من دراسة أو عمل, وأد ما يوكل إليك من الأعمال على الوجه المطلوب, ولا حرج عليك حينئذ في الانتفاع بما تتقاضاه من راتب مقابل ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني