السؤال
أود أن أسأل أنه هناك مسجد بجوار المنزل أعلم عنه أنهم يتحرون وقت الأذان قدر ما يستطيعون، وفي أحد الأيام كنت أود الصيام فاستمعت للأذان فوجدت مسجدا بعيدا عني اختلط علي هل هو يؤذن أم يتلو التواشيح التي قبل الفجر، المهم شربت الماء ثم تبين لي أنه في التشهد من الأذان، ثم بعد حوالي نصف دقيقة أو أقل وجدت المسجد القريب مني والذي يتحرى الوقت بدأ يؤذن فهل صومي صحيح؟
وهل إذا طلب مني أبي أو أمي أن أترك صيام النافلة وأنا رجل ـ وبفضل الله سبحانه وتعالى أستطيعه ـ فهل أتركه طاعة لهما أم أستمر عليه؟ مع العلم أني أصوم غالبا يوما أو اثنين فقط في الأسبوع.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصومك صحيح -إن شاء الله تعالى- لأنك ـ على ما يبدو ـ أكلت غير متأكد من طلوع الفجر، ولا تعلم حال المؤذن الذي سمعت أذانه، جاء في مجموع فتاوى ابن باز ـ رحمه الله ـ: فإن كان لا يعلم حال المؤذن، هل أذن قبل الفجر أو بعد الفجر، فإن الأولى والأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان؛ لأنه لم يعلم بطلوع الفجر. اهـ
وفي فتاوى العثيمين ـ رحمه الله ـ: فإذا كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه، أما إذا كان المؤذن يؤذن بناء على ما يعرف من التوقيت أو بناء على ساعته، فإن الأمر في هذا أهون، وينبغي للإنسان أن يحتاط لنفسه فإذا سمع المؤذن فليمسك. اهـ
وعليه؛ فالصوم صحيح كما قدمنا، والأحوط قضاء ذلك اليوم إن كان فرضا.
وانظر الفتوى رقم: 56412، ورقم: 187593.
أما بخصوص طاعة الوالدين في ترك صوم النافلة فراجع الفتوى رقم: 69965، ورقم: 9210.
وراجع أيضا: الفتوى رقم: 233401، بشأن ثمار ترك شيء من النوافل والمستحبات طاعة لهما.
والله أعلم.