الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حِلّ الاستمتاع بين الزوجين قبل الزفاف

السؤال

تم عقد قراني منذ شهر، والزفاف سيكون بعد 11 شهرا -إن شاء الله-.
قبل عقد القران اتفقت مع والدتي أني لن أفعل شيئا مع زوجي، ولن أسمح له بفعل شيء سوى أن نمسك بأيدي بعضنا البعض، رجوتها أكثر من مرة أن تسمح لي بأن يحتضنني زوجي، وأن يقبلني -كما هو شائع في مجتمعنا- لكنها لم توافق، رجوتها أن أضع رأسي على كتفه ونحن في السيارة، فلم توافق، والآن أنا تائهة لا أعرف أين الصواب؟ أشعر بالقهر؛ هذا زوجي حلالي، واتقيت الله سنوات من أجل أن أفعل ما يسعدني في الحلال، وعندما يأتي الحلال تحرمه عليه أمي!
أعذروني على ذكر التفاصيل أريد إيضاح كل شيء: حاليا عندما أخرج مع زوجي أربت على كتفه وأقبل يده فقط؛ لأخفف عنه تعب الشغل، ولا يوجد شهوة وراء ذلك، وأسمح له بوضع يده على رجلي؛ لأن هذا يسعده، وهو أيضًا ليس عنده شهوة وراء ذلك، نحن نفعل ذلك على سبيل التواصل الإنساني لا بدافع الشهوة، وهو يريد أن يربت على كتفي، ويقبل يدي، ويحتضنني كإظهار للحنان بدون شهوة، لكني أمنعه، فضميري يؤنبني لأني وعدت والدتي أني لن أفعل شيئا، وفعلت ما ذكرته
لا أعرف أين رضا الله؟ إن صبرت وأطعت أمي عشت حزينة مقهورة محرومة من حقي، وإن أطعت نفسي أسعد لكني أخالف وعدي لأمي، ثم أشعر بتأنيب الضمير وأتعس!
هل ما أفعله دون علم أمي حرام؟ وأيهما أولى: الحفاظ على وعدي لأمي أم سعادتي مع زوجي؟ وبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعقد النكاح الصحيح يترتب عليه حِلّ الاستمتاع بين الزوجين ولو لم يحصل الزفاف المتعارف عليه؛ قال الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله-: ".. وهل له أن يباشرها وإن لم يحصل الدخول الرسمي؟ فلو عقد عليها ـ مثلًا ـ وهي في بيت أهلها، ولم يحصل الدخول الرسمي الذي يحتفل به الناس، فذهب إلى أهلها وباشرها جاز؛ لأنها زوجته، إلا أننا لا نحبذ أن يجامعها..." الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/ 392)
وعليه؛ فلا حرج عليك في تمكين زوجك من الاستمتاع بك، ولا تأثمين بإخلاف وعدك لأمّك، وراجعي الفتوى رقم: 150045.
والأَولى لك: الصبر والوفاء بوعدك لأمّك، ما لم يكن في ذلك ضرر عليك.

والذي ننصح به: تعجيل الدخول ما أمكن، ولمزيد من الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني