السؤال
هل الكتب الآتية معتمدة للفتوى على المذهب الحنبلي ويجوز أخذ الفتوى منها:
- منتهى الإرادات بشروح (دقائق أولي النهى ـ معونة أولي النهى)
- كشف القناع على متن الإقناع
- زاد المستنقع (الشرح الممتع ـ الروض المربع)؟.
هل الكتب الآتية معتمدة للفتوى على المذهب الحنبلي ويجوز أخذ الفتوى منها:
- منتهى الإرادات بشروح (دقائق أولي النهى ـ معونة أولي النهى)
- كشف القناع على متن الإقناع
- زاد المستنقع (الشرح الممتع ـ الروض المربع)؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما كتاب منتهى الإرادات لابن النجار الفتوحي ـ رحمه الله ـ فهو متن نفيس في الفقه الحنبلي، قال الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ: وهذا الكتاب اعتمده المتأخرون من عصر المؤلف، حتى كان والد المؤلف يقرؤه للطلاب، ويثني عليه، وكاد الكتاب لشهرته ينسي ما قبله من متون المذهب المطولة، فعكف الناس عليه شرحاً، وتحشية، واختصاراً، وجمعا له مع غيره، وهو ككتاب الإقناع عليه مدار الفتيا، ومرجع القضاء، فإذا اختلفا رجع الأصحاب إلى "غاية المنتهى". انتهى، والكتاب معقد العبارة ومن ثم افتقر إلى الشروح للاستفادة منه، ومن أمثلها شرح المؤلف وهو معونة أولي النهى، وشرح العلامة محقق المذهب منصور بن يونس البهوتي دقائق أولي النهى، قال العلامة بكر ـ رحمه الله ـ: وهو ـ يعني كتاب المنتهى ـ وإن بناه على الراجح من المذهب، وشارك "الإقناع" في مميزاته السابقة، لكنه معقد العبارة، وقد حلها بشرحه له، وصاحب البيت أدرى بما فيه... ويطلق على شرحه اسم: "معونة أولي النهى" ولم يتحرر لي واضع هذا الاسم، وغالب استمداده من الفروع لابن مفلح. انتهى. وأما الكتاب الثاني وهو دقائق أولي النهى فقد قال الشيخ بكر: شرْحُ المنتهى " للبهوتي ت سنة (1051 هـ) طبع في ثلاثة أجزاء، واستمد شرحه هذا من شرح الفتوحي المذكور ومن شرحه هو لكتاب: الإقناع. انتهى. وأما الروض المربع فهو كتاب نفيس لعلامة المذهب البهوتي ـ رحمه الله ـ شرح به زاد المستقنع للحجاوي، . قال العلامة الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ: وكان من توفيق الله أن محقق المذهب وناصره الشيخ/ منصور بن يونس البهوتي ت سنة (1051 هـ) كما انفرد بشرحه الماتع النافع "كشاف القناع في شرح الإقناع" للحجاوي، كذلك انفرد بشرح الزاد في كتابه: "الروض المربع في شرح زاد المستقنع" فقد أتى ببغية الطلاب، بفك العبارة، وذكر الدليل، وسبك الشرح بالمتن حتى صارا كمتن واحد.. ولهذا صوب العلماء جهودهم على هذا الشرح المبارك بالحواشي، والتعليقات، كما عملوها على متنه: "الزاد"، وعلى نظمه. انتهى. وأما كشاف القناع فهو شرح نفيس لكتاب الإقناع الذي هو مع المنتهى عمدة المتأخرين وعليهما مدار الفتوى، قال الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ: شرحه الفريد: كشاف القناع في شرح الإقناع طبع في ستة مجلدات، مؤلفه: محقق المذهب الشيخ/ منصور بن يونس البهوتي ت سنة (1051 هـ) . والبهوتي في هذا الشرح سار على طريقة البرهان ابن مفلح ت سنة (884 هـ) في شرحه للمقنع، حيث لم يتعرض للخلاف العالي إلا نادرا، وسلك فيه مسلك المجتهدين في المذهب، ومنه استمد البهوتي شرحه "كشاف القناع". قال السفاريني، المتوفى سنة (1188هـ): هو أحسن شروحه. انتهى.. وأما آخر الكتب المسؤول عنها وهو كتاب الشرح الممتع للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ فهو كتاب فذ واضح العبارة قريب المأخذ سهل الأسلوب، والشيخ ـ رحمه الله ـ يُعنى في هذا الكتاب بذكر الدليل والتعليل، ويخالف المعتمد في المذهب في مواضع كثيرة مرجحا قوله بالبراهين التي أداه إلى الأخذ بها اجتهاده، والحاصل أن هذه الكتب المذكورة كلها كتب نفيسة نافعة لا حرج على المقلد في الاعتماد عليها وأخذ الفتوى منها ونقلها منها لغيره، ولكن هذه الكتب قد تختلف، فمن أراد الفتيا بالمعتمد في المذهب الحنبلي فلا بد أن يتبع الطرق التي قررها الحنابلة في الترجيح بين الأقوال، وللعلامة المرداوي ـ رحمه الله ـ اليد الطولى في تحرير المذهب الحنبلي وبيان الراجح فيه والمعتمد الذي عليه الفتوى، وذلك في كتابه الجليل الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، وقد بين في مقدمته غاية البيان عن: مصادره، وسماها، وعن شرطه، وطريقته، ومسالك الترجيح، وطرق التصحيح، بحيث إذا عرف الفقيه هذه المقدمة مع مقدمة ابن مفلح للفروع، ومقدمة المرداوي لتصحيح الفروع، وخاتمة ابن النجار الفتوحي لشرح المنتهى؛ صارت لديه العدة لمعرفة المذهب، وسلك المدخل لتحقيقه، وتصحيحه، ومعرفة راجحه من مرجوحه. قاله في المدخل المفصل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني