السؤال
أنا شاب عمري 34 سنة، متزوج، ابتليت -عافاكم الله- بمصيبة العادة السرية، ورغم محاولاتي قبل وبعد الزواج للإقلاع عنها لم أستطع التخلي عنها لضعف إيماني وتقصيري وقلة صدقي. وفي السنوات الأخيرة زاد مرض قلبي فأصبحت مدمنا على ممارسة الجنس عبر برامج المحادثات والمواقع الاباحية، وهو من أقبح أنواع الزنا؛ حيث يفسد القلب أي مفسدة، ويجعل منه فريسة سهلة لمصائد الشيطان ونزوات النفس.
زوجتي لا تعلم شيئا عن هذه المصيبة، وهي مقتنعة أنني من الملتزمين الحافظين لفروجهم والغاضين لأبصارهم. وهذا جرم كبير أرتكبه في حق الله حيث يسترني ويمهلني، ولكني لا أشكره وأتجرأ ثم أعاود السقوط في المعصية رغم علمي بأنها من الكبائر.
ما زلت في صراع مع نفسي؛ أقلع، ثم أعود، ثم أحاول التوبة، ثم أسقط من جديد، وهكذا.
ورغم عجزي إلا أني عزمت أن يكون هدفي أن لا أيأس أبدا من التوبة ولو ضعف إيماني وقلّ، وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن يتوب الله علي توبة نصوحا؛ لأن كل توباتي الآن "فاشلة"، حتما لأني لم أطرق باب الله بالحرص والإلحاح والصدق الذي يرضيه.
في الفترة الأخيرة أصبحت أعمل خارج البلد وزادت فتنتي، أمضي قرابة الشهر بعيدا عن زوجتي، أرتكب فيها من المعاصي من استمناء وجنس على الإنترنت ما يتفطّر له القلب (ورغم ذلك لم يستفق قلبي الغافل الميت حتى كرهت نفسي).
سؤالي هو التالي: سألتني زوجتي -ولأول مرة- كيف أصنع خلال سفري الطويل إذا جاءتني شهوة؟ لو قلت لها الحقيقة لكشف أمري ولحق بيتي الخراب، فلم أعرف الرد! وقلت لها: إني لا أفعل شيئا. أرادت أن تعرف إن كنت أستمني، فكذبت وقلت: لا أفعل شيئا.
أنا في حيرة، لا أعرف في أي الحالات إثمي أكبر: إن كذبت وسترت نفسي أم إن قلت الحقيقة وجهرت وكشفت ستر الله عليّ؟
فهل أواصل على كذبي وأستر على نفسي حتى يفتح الله علي وأتوب توبة نصوحا أم أعترف وأقول لها الحق ولي جزاء ما كسبت على نفسي من نفور وكره وربما فضيحة؟
أسأل الله أن يعافي كل شاب مسلم من مثل هذا البلاء. إخوتي في الله، احذروا احذروا من فخ الإنترنت، واتقوا الله وفروا إليه، وانجوا قبل فوات الأوان، فإن القلب إذا فسد لا يصلح، ولا يصلح حامله، إلا أن يأذن بذلك خالقه -سبحانه العزيز الجبار المتكبر-.