الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة والتضرع والشكوى لله تعالى مما يدفع به البلاء

السؤال

مارست العادة السرية وأنا صغيرة لم أبلغ بعد، ثم عرفت أنها خطأ وتركتها وأنا لا أزال صغيرة، لكنها سببت لي عدة أمراض ومشاكل في الفرج. فهل يكون هذا ابتلاء أم عقابا؟ وهل أدعو ربي بصيغة المشتكي أم التائب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك فيما كنت تمارسينه قبل البلوغ، لما في الحديث الصحيح: رفع القلم عن ثلاثة: وذكر منهم: الصبي حتى يحتلم.. رواه الإمام أحمد، وأصحاب السنن.

وعلى هذا؛ فالظاهر: أن هذا البلاء ليس بسبب ممارسة العادة السرية في الصغر؛ فإنه لا إثم فيها، ولا مانع أن تكون بسبب ذنوب أخرى؛ فكلنا ذوو معاص، ولا مانع أيضًا أن تكون بلاءً، وتمييز البلاء الواقع على العبد هل هو عقوبة لتكفير الخطايا ومحو الذنوب والسيئات أم أنه ابتلاء لتمحيص العبد ورفع درجاته وزيادة حسناته؟ ليس لابن آدم إليه سبيل؛ لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ومع هذا؛ فيمكن للإنسان أن يستأنس، ويعتبر؛ فإن كان مقصرًا علم أنه أُتي من ذنبه، وإن كان على طاعة رجا الأجر على المصيبة.

ثم إن البلاء فيه حكم كثيرة، فراجعي الفتوى رقم: 13270 حول الحكمة من الابتلاء، وما يشرع فعله عند نزول البلاء.
ومما يُدفع به البلاء: التوبة، وكذلك التضرع، والشكوى لله؛ فليس بينهما تعارض، فتوبي إلى الله، وتضرعي، واشتكي إليه: إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.

وانظري في ذلك الفتويين: 76268، 124546.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني