السؤال
من الصفات الواجبة لله تعالى المخالفة للحوادث، فنرجو منكم توضيح المقصود بمخالفة الحوادث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أثبت أهل السنة والجماعة الصفات التي وصف الله بها نفسه، من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل، ومن أمثلة ذلك صفة اليد والقدرة والسمع والبصر والنزول والمجيء وغير ذلك، فأهل السنة يؤمنون بها على ظاهرها دون الخوض في معرفة كيفياتها، وأصل ذلك قول الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
ولذلك قال الإمام مالك -رحمه الله- لما سُئل عن قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طـه:5]، قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. انتهى
فالله تعالى لا يشبه أحداً من خلقه، ولا يشبهه أحدٌ من خلقه، وهذا لا ينفي ثبوت الصفات التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن صفات البشر وإن اتفقت مع بعض صفات الله تعالى في الاسم -كاليد والسمع ونحوهما- فإنها لا تماثلها في الكيفية، وهذا هو معنى مخالفة الله للحوادث عند أهل السنة والجماعة، لا كما زعم البعض من أن مخالفة الله للحوادث تعني نفي صفات الكمال عنه، زعماً منهم أن من أثبت الصفات -التي ذكرناها- فقد شبه الله بخلقه، وليس الأمر كذلك كما قدمنا لك، ولمزيد من الفوائد راجع الفتاوى التالية:
19332 -
5484 -
24821 -
17967.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني