السؤال
حملت فوق رأسي طفلة صغيرة فبالت على رأسي وبدني، فذهبت إلى المرحاض واغتسلت، فهل الماء الذي تطاير على جدران الحائط نجس؟ مع العلم أنه يأتي إلى الأماكن المتنجسة ويتطاير على جدران الحائط من قوة الرشاش، فكلما ذهبت إلى الحمام، فبعد الاستحمام أغسل الحيطان، فهل يطلب مني هذا؟ وهل الماء المتطاير طاهر؟ ولو غسلت أي شيء نجس وفتحت ماء الحنفية وتطاير فهل هو نجس؟ وأثناء الاغتسال يتكلم معي أخي من وراء الباب، فهل يبطل غسل الجنابة لكثرة الكلام؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففيما يخص ما سألت عنه، فسنجيب عنه بشكل موجز، فنقول:
1ـ هذا الماء المتطاير على الجدران أقصى حالاته أن يكون مشكوكا في نجاسته، والنجاسة لا تنتقل مع الشك في نجاسة المُصيب، وما لم تعلم نجاسة ذلك الماء يقينا، فإنه محكوم له بالطهارة، وبالتالي يحكم أيضا بطهارة الجدران التي أصابها فلا داعي لغسلها، وراجع الفتوى رقم: 184351، بعنوان: ماء المسبح إن سبح فيه أطفال كثيرون فتغير لونه، فهل يحكم بنجاسته؟. وهذا الجواب يصلح لسؤالك الأول وسؤالك الثاني.
2ـ الكلام أثناء الاغتسال جائز، ولكن الأحسن تركه داخل الحمام، ولا تأثير للكلام على غسل الجنابة ولو طال، لأنه لا يشترط لصحتها ترك الكلام، وأقصى ما قد يترتب على كثرة الكلام الإخلال بالموالاة في الغسل، وأكثر العلماء على أن الموالاة في الغسل سنة وليست بواجبة، جاء في الموسوعة الفقهية: اختلف الفقهاء في الموالاة هل هي من فرائض الغسل أو من سننه؟ فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى سنية الموالاة في غسل جميع أجزاء البدن، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ونص الحنابلة على أنه إذا فاتت الموالاة قبل إتمام الغسل، بأن جف ما غسله من بدنه بزمن معتدل وأراد أن يتم غسله، جدد لإتمامه نية وجوبا، لانقطاع النية بفوات الموالاة، فيقع غسل ما بقي بدون نية، وذهب المالكية إلى أن الموالاة من فرائض الغسل. اهـ.
ويبدو أنك مصاب بالوسواس، لذا ننصحك بالإعراض التام عنه وعدم الاسترسال معه، وراجع الفتوى رقم: 51601 .
والله أعلم.