الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق الدعوة محفوف بالأذى والأشواك

السؤال

أنني فتاة محجبة داركة الدين والدنيا عملت جاهدة من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله والآن نتيجة لتصرفاتي هذه الإسلامية يدعونني بالمجنونة فماذا أفعل يا ترى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله تعالى على المسلم في هذا العصر أن يلهمه رشده، ويفقهه في الدين، ويبصره بشئون الحياة في هذا الوقت الذي تعقدت فيه الأمور، وكثر فيه الجهل بدين الله تعالى، وأهمل كثير من المسلمين واجبهم نحو الدعوة إلى الله تعالى التي هي فرض على المسلمين.
والدعوة إلى الله هي عمل الأنبياء والدعاة وعلى رأسهم نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ـ الذي صبر وصابر حتى أظهر الله دينه على يديه وترك المسلمين على المحجة البيضاء، فقام أصحابه من بعده بأعباء الدعوة إلى الله خير قيام، وتبعهم على ذلك أجيال المسلمين من بعدهم فحملوا الإسلام إلى كل مكان، وصححوا المفاهيم وعلموا الناس دين الله تعالى متمثلين قول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
ولقد أوذوا في سبيل هذه الدعوة أشد الأذية، فكان الواحد منهم يتحمل ذلك كله في سبيل الله. ويكفي الداعية شرفا أنه يقتدي بأ ولئك الأخيار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وأن يكون ممن وصفهم الله تعالى بأنهم أوذوا في سبيله، حيث يقول جل وعلا: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [آل عمران:195].
فلتعلمي أختي الكريمة أن هذا هو طريق الدعوة إلى الله تعالى فينبغي أن تصبري وتصابري وتتحملي كل أذى تجدينه في هذا الطريق، فالجزاء عظيم والثواب جزيل ألا وهو الجنة, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. رواه مسلم.
نسأل الله تعالى لنا ولك الثبات والتوفيق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني