السؤال
لقد قرأت أنه لا يعذر بالجهل، من جهل العقوبة، ولم يجهل الحكم؛ فذلك أصبح مدخلا للوسوسة لي. حيث أتساءل عن أي ذنب فعلته، ربما يكون مؤديا للكفر. فمثلا إذا فعلت معصية وأمامي مصحف، أو كذلك لو كان هنالك صوت أذان، أو قرآن فأقول: ربما يكون فيه ما يؤدي للكفر وأنت لا تدري، مع أني قرأت في فتواكم، أن هذه الأمور المذكورة ليس فيها استهزاء، ولا أعلم موجبا للكفر، ولكنها وسوسة شاقة علي.
السؤال الثاني: في قاعدة أن من ثبت إيمانه بيقين، لا يذهب إلا بيقين.
هل يكون كذلك عند الناس فقط ، أم أيضا حكمه عند الله فمن مثلا جاءه وسواس أنه أراد الكفر إذا فعل شيئا دون قصد، أو على العموم أنه فعل كفرا دون علم.
فما تعريف القاعدة هنا؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة عموما، وفي هذا الباب خصوصا مجلبة لشر عظيم، فدع عنك الوساوس ولا تبال بها، ولا تسترسل معها، ولا يكفر المسلم بمجرد الذنب، بل للردة موجبات محصورة، لا يكفر المسلم حتى يأتي بشيء منها، وانظر لبيانها الفتوى رقم: 146893.
ومن ثبت إسلامه بيقين، لا يخرج من الإسلام إلا بيقين، وهو في حكم الله تعالى مسلم، لا يكون كافرا حتى يأتي بناقض من نواقض الإسلام، وتنتفي عنه موانع التكفير من الجهل، والخطأ، والإكراه ونحو ذلك.
والخلاصة أن عليك أن تدع الوساوس، وألا تعيرها اهتماما؛ فإن الاسترسال مع الوساوس خاصة في هذا الباب يفضي إلى شر عظيم، وأنت بحمد الله على الإسلام، فلا يوسوسن لك الشيطان أنك خرجت منه، وكلما أوهمك بذلك، فجاهد تلك الوساوس ودافعها، ولا تؤثر هذه الوساوس في صحة إيمانك، بل أنت على خير إن شاء الله ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وتسعى للتخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.
والله أعلم.