السؤال
أنا مقيم حاليا في تركيا ويوجد جامع واحد في مدينتي يخطب فيه خطيب الجمعة باللغة العربية، أما باقي المساجد فكلها باللغة التركية التي لا أفقه منها شيئا، فهل يجب علي الذهاب للمسجد العربي البعيد لصلاة الجمعة؟ أم يجوز أن أصلي في المسجد التركي القريب، علما بأنه يوجد عندي عمل يوم الجمعة وآخذ فرصة وقت الصلاة وأعود للعمل مرة أخرى؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج عليك في أداء الجمعة في المساجد القريبة منك ولو كانت الخطبة فيها بغير العربية، ولا نرى أنه يلزمك الذهاب للمسجد البعيد الذي يخطب بالعربية، وذلك أن الخطبة بغير العربية تصح بها الجمعة ـ وهذا المفتى به عندنا ـ وإذا صحت صح حضورها، وبرئت ذمة من حضرها ولو كان لا يفقه تلك اللغة التي يُخْطَبُ بها، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لم يثبت في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه يشترط في خطبة الجمعة أن تكون باللغة العربية، وإنما كان صلى الله عليه وسلم يخطب باللغة العربية في الجمعة وغيرها، لأنها لغته ولغة قومه، فوعظ من يخطب فيهم وأرشدهم وذكرهم بلغتهم التي يفهمونها، لكنه أرسل إلى الملوك وعظماء الأمم كتبا باللغة العربية، وهو يعلم أن لغتهم غير اللغة العربية، ويعلم أنهم سيترجمونها إلى لغتهم ليعرفوا ما فيها، وعلى هذا يجوز لخطيب الجمعة في البلاد التي لا يعرف أهلها أو السواد الأعظم من سكانها اللغة العربية أن يخطب باللغة العربية ثم يترجمها إلى لغة بلاده، ليفهموا ما نصحهم وذكرهم به، فيستفيدوا من خطبته، وله أن يخطب خطبة الجمعة بلغة بلاده مع أنها غير عربية... اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 12857، عن خطبة الجمعة بغير العربية.... رؤية شرعية.
والله أعلم.