الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة دأب الصالحين .

السؤال

إذا جاءتني وساوس الشياطين يخوفونني من الموت فماذا أفعل ليذهب الخوف عني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فذكر الموت والخوف منه دأب الصالحين ووصية سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم القائل: أكثروا من ذكر هاذم اللذات. يعني الموت. رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد.
وذكر الموت والخوف منه يجلب خشية الله ومراقبته ويبعث على فعل الخيرات والاستعداد للآخرة والبعد عن الذنوب والمعاصي، ويزهد في شهوات الدنيا الفانية.
إلا أنه لا يجوز أن يصل هذا الخوف إلى حد اليأس والقنوط من رحمة الله أو الانشغال عن عمل الصالحات وما أمرنا به من الاستخلاف في الحياة، والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء، ويحذر العقاب ويرجو الثواب، ويخاف الآخرة ويستعد لها، ويزهد في الدنيا ويستعمرها، والقلق والخوف الذي يأتي الإنسان لا تخرج أسبابه عن ثلاثة أمور: خوف من المستقبل، أو هم لحاضر، أو حزن على ماضٍ.
فعلى المسلم أن يترك المستقبل لما يأتي فلا يدري ما الله صانع فيه، وعليه الاستعداد له بما أمر، وأما الحاضر فهو يومك وسيمضي كما مضى غيره بأتراحه وأفراحه، وأما الماضي فقد ولى ولن يعود، فلا الحزن يرجعه ولا البكاء يعيده، والخلاص من ذلك بالإيمان بالقضاء والقدر والرضا بما يكتبه الله على العبد.
فعليك بذلك وأشغل وقتك بتلاوة القرآن، والإكثار من ذكر الله، ومجالسة الصالحين، والبعد عن المنكرات.
وانظر الفتوى رقم:
21259.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني