السؤال
لا أحتفل بما يسمى عيد الميلاد، أو حتى عيد الأم، ولكن إخوتي لا يرون حرمة عيد الأم، ومن ثم فهم يشترون لأمي الهدايا في عيد الأم، وهذه الهدايا تستخدمها أمي في إعداد الطعام لنا.
ماذا أفعل هل أتناول هذا الطعام، أم أرفض؛ لأنه تم تحضيره بالأجهزة التي قدمت لأمي كهدية في عيد الأم؟
باختصار، إذا استخدمت هدية عيد الأم في تحضير الطعام، هل يحرم هذا الطعام الذي تم تحضيره بمثل هذه الهدايا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتويين: 2130، 2659 حكم ما يعرف بعيد الميلاد، وعيد الأم، وأنهما من جملة البدع، والمحدثات التي دخلت ديار المسلمين؛ لغفلتهم عن أحكام دينهم، وهدي شريعة ربهم، وتقليدهم، واتباعهم للغرب في كل ما يصدره إليهم.
ولكن قبول الهدايا لأجل هذه الأعياد، مع عدم المشاركة فيها، جائز، ما دامت الهدايا مباحة في ذاتها، وإذا كان قبول هدايا المشركين في أعيادهم، جائزا، فما سأل عنه السائل أولى بالجواز.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم: أما قبول الهدية منهم يوم عيدهم، فقد قدمنا عن علي -رضي الله عنه- أنه أتي بهدية النيروز، فقبلها.
وروى ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه: أن امرأة سألت عائشة، قالت: إن لنا أظآرا من المجوس، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا؟ قالت: أما ما ذبح لذلك اليوم، فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم.
وقال: حدثنا وكيع، عن الحسن بن حكيم، عن أمه، عن أبي برزة: أنه كان له سكان مجوس، فكانوا يهدون له في النيروز، والمهرجان، فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة، فكلوه، وما كان من غير ذلك، فردوه.
فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم، بل حكمها في العيد وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم..
وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل الكتاب في عيدهم بابتياع، أو هدية، أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد. انتهى.
فعلم مما سبق، أنه يجوز لك الانتفاع بهذه الأجهزة التي أهديت إلى أمك، وأن الطعام الذي حضّر بها مباح.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 25245، 148879.
والله أعلم.