الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الأبناء من أبيهم الذي يفضل ابن زوجته الأخرى عليهم

السؤال

لي أخوان شقيقان، وقد توفيت أمي، وتزوج أبي من امرأة أخرى، وكانت ظالمة لنا حتى جلعت أبي يكرهنا، ثم تزوجت أنا، وكانت تقوم بالفتنة يبني وبين أبي تريد أن يكرهني أنا وزوجتي، وبالفعل كرهني أنا وإخوتي، وكان يظلمنا في معاملته، ويعطي كل شيء لابنه من الزوجة الأخرى، وكان يريد دائما أن ينزل كرامتنا حتى يرضي زوجته، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت عن امرأة أبيك من أنها تظلمكم، وتفسد ما بينكم وبين والدكم، فهي بذلك مسيئة وساعية في الشر، كما أنّ أباك مسيء بمطاوعة امرأته في السوء، وتفضيل بعض الأولاد على بعض، لكن حقّ الوالد على ولده عظيم، وبرّه ومصاحبته بالمعروف واجبة مهما كان حاله، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظر الفتوى رقم: 114460.
وعليه، فالواجب عليك برّ أبيك والإحسان إليه، مع تنبيهه إلى وجوب العدل بين الأولاد، وتخويفه عاقبة الظلم بشرط أن يكون ذلك برفق وأدب من غير إغلاظ ولا إساءة، فإن أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر ليس كأمر غيرهما ونهيه، وانظري الفتوى رقم: 134356.

وينبغي أن تستعين بمن ينصحه من أهل الصلاح ممن لهم عنده وجاهة ويقبل نصحهم، واعلم أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34}.

فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني