السؤال
في البداية أحب أن أشكركم على هذا المجهود الرائع، وأدعو لكم ربنا ليبارككم على هذا العمل، ويجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله، ويجعلنا وإياكم من أهل الجنة إن شاء الله.
كان عندي استفسار مهم جدا بخصوص الفتوى رقم: 22096 والخاصة بأطوار الجنين. وهي أنكم ذكرتم أن مرحلة النطفة، والعلقة، والمضغة كلا منها 40 يوما وحده فقط، ولكن العلم أثبت خطأ هذا؛ لأن هذه المراحل تنتهي في وقت أقل من هذا بكثير. وقد استغل بعض الناس ممن يريدون التشكيك في الإسلام، هذه النقطة ليثيروا شبهة حول القرآن، ولكن الحمد لله ربنا هداني إلى الرد على هذه الشبهة (ماذا عن مدة مرحلة النطفة، وأن العلم الحديث أثبت أن البويضة المخصبة يتغير شكلها خلال الأربعين يوماً، فننبه أن الحديث لا يقول إن النطفة تظل أربعين يوما، بل الحديث يقول لنا إن النطفة، والعلقة، والمضغة كل هذه المراحل تحدث خلال أربعين يوماً، لا أن كل مرحلة تأخذ أربعين يوماً.
والدليل حديثان:
روى الإمام مسلم بسنده، عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق المصدوق- قال: إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك-أي في هذه المدة مدة الأربعين-علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك-أي في نفس هذه الأربعين الأولى-مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي، أو سعيد)
فالحديث دلّ على أن كل هذه المراحل تحدث في الأربعين يوماً الأولى، لا أن كل أربعين تحدث منفردة، وهذا أمر واضح من الحديث.
والحديث الثاني: روى الإمام مسلم بسنده، عن أبي حذيفة بن أسيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا، فصورها، وخلق لها سمعها، وبصرها، وجلدها ولحمها، وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك). رواه مسلم.
فالحديث الثاني يذكر لنا أن نفخ الروح يكون بعد اليوم الثاني والأربعين، ونفخ الروح كما جاء في الأحاديث، وفي رواية البخاري ومسلم لا يكون إلا بعد اكتمال مراحل تكون الجنين الأولى: النطفة-العلقة -المضغة.
فإذاً اليوم الثاني والأربعون الذي تنفخ فيه الروح، تكون فيه المراحل الثلاث: النطفة-العلقة-المضغة التي ذكرناها، قد اكتملت خلال هذه الأربعين، أو الاثنين والأربعين يوماً الأولى. فالنطفة لا تظل أربعين يوماً، بل هناك مراحل أخرى خلال هذه الأربعين بشهادة الحديث.
فهذا يثبت إذن أن الحديث لا يعني أن النطفة تظل أربعين يوماً هكذا، بل هناك تغيّرات تطرأ عليها خلال هذه الأربعين، فتتحول إلى علقة، ومضغة، فالحديث إذاً لا ينافي العلم الذي يقول إن الجنين يتغير خلال الأربعين يوماً الأولى؛ لأن الحديث نفسه يثبت لنا أن النطفة تتغير لمضغة، وعلقة، خلال الأربعين يوماً الأولى، كما أثبت العلم الحديث.)
المصدر ......................http://
بالإضافة أيضا إلى أن اتفاق العلماء على أن نفخ الروح بعد 120 يوما، لا يختلف مع تفسير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال إن نفخ الروح يكون بعد مراحل النطفة، والعلقة، والمضغة بمعنى أنه قد يكون يوم 42 مثلا، أو يوم 120 لأنه لم يحدد يوما معينا، وإنما فقط قال إنه بعد انتهاء المراحل الثلاث السابق ذكرها، وهذا لا يختلف مع رأي العلماء.
لكنكم ذكرتم أيضا أنه توجد أحاديث، تقول إن المرحلة الواحدة تظل 40 يوما.
أرجو الإفادة من حضراتكم لفهم ما هو الخطأ في الموضوع، أو اللبس في الموضوع.