الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتكاسة.. أعراضها وعلاجها

السؤال

ما هي الانتكاسة؟ وما أسبابها؟ وما علاجها؟ وما معنى قول ابن القيم: أجمع العارفون بالله على أن ذنوب الخلوات أصل الانتكاسات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالانتكاسة في باب الهداية تعني تغير الحال إلى السوء كالتائب يعود إلى ذنوبه، والطائع يرجع عن الاستقامة، وذلك تشبيها لأمراض الشهوات والشبهات بأمراض البدن، قال أبو بكر الأنباري في الزاهر في معنى قولهم: تَعَسَ فلانٌ وانتكسَ ـ قال: انتكس معناه: قُلِبَ أَمْرُهُ وأُفْسِدَ، من ذلك: نُكِس المريض من علَّتِهِ، وقال أبو العباس: الأصل فيه أن يجعل أسفل الشيء أعلاه. اهـ.
وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار: انتكس المريضُ: عاوده المرضُ بعد النَّقه، انتكاسة: توقُّف أو بُطْء التقدُّم، تغيُّر من الجيِّد إلى السَّيِّئ. اهـ.
وأما علاجها: فيكون بالنظر إلى سببها، كما نبهنا عليه في الفتوى رقم: 49062.

وأسبابها كثيرة جدا، من أهمها: طول الأمل، وقسوة القلب، والبعد عن تدبر علوم الوحي، مما يفتح على العبد أبواب الشهوات المغوية، والشبهات المضلة، قال تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ {الحديد: 16}.

ولتفصيل ذلك مجال غير هذا، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 17666.

وننصحك بمطالعة كتاب الفتور: المظاهر ـ الأسباب ـ العلاج، للدكتور ناصر العمر، وكتاب: ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض ـ الأسباب ـ العلاج، للشيخ محمد المنجد، وكتاب: نكوص الهداة، للشيخ سعيد بن محمد آل ثابت.
وأما العبارة المذكورة في السؤال: فلم نقف عليها من كلا م ابن القيم، وراجع في معناها الفتوى رقم: 248941. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 140804.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني