الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أساس التفاضل بين الناس في الإسلام

السؤال

على أي أساس جعل الله المفاضلة بين الناس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ميزان التفاضل بين الناس ومقياس الكرامة عند الله تعالى هو التقوى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].
وقد ذكرت الآية الكريمة ثلاثة أشياء: المساواة بين الناس، فالناس سواسية كأسنان المشط في الأصل والمنشأ فهم جميعاً من أب واحد وأم واحدة، وهم متساوون في الحقوق والواجبات....
واختلاف الألسنة والألوان والمواهب والطباع والاستعدادات..... لا ينبغي أن يكون مدعاة للشقاق والتفاخر.. وإنما هو للتعارف فقط ولا ينبني عليه أي حكم، وليس للون والجنس.. قيمة في ميزان الله تعالى، فالأكرم عند الله تعالى الأرفع منزلة عنده في الدنيا والآخرة هو الأتقى الأصلح في نفسه وللجماعة المسلمة.
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعاني التي جاءت بها الآية الكريمة في خطبه وأحاديثه ومعاملاته وطبق هذا المعنى في واقع حياة الناس، ومن ذلك ما جاء في خطبته يوم الفتح كما في سنن الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عُبّية الجاهلية -كبرها وفخرها- وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم صلى وخطبه في حجة الوداع وغيرها لا يتسع المقام لذكرها.
والحاصل أن أساس التفاضل في الإسلام هو تقوى الله تعالى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني