السؤال
أعاني مشكلة في فهم الاستنجاء، فحضراتكم تقولون إنه يغسل ظاهر الذكر، ومن المعروف أن مخرج الذكر مكون من شيء يشبه الشفتين وبعد التبول تكون الشفتان مفتوحتين قليلا، وحين سكب الماء على رأس الذكر أراهما منفتحتين، وهذا معناه أن الماء يدخل في فتحة الذكر مع أنني أصب الماء على رأس الذكر وليس على الفتحة مباشرة، والوسوسة جعلت الأمر مؤلما جدا، والآن ما أفعله هو أنني أطبق رأس الذكر من الجانبين بيدي بحيث يسد الفراغ بينهما وأسكب الماء مع الدلك حتى لا يدخل ماء الاستنجاء إلى فتحة الذكر، فهل ما أفعله صحيح؟ علما بأن كمية الماء التي كنت أستخدمها حين كنت أغسل شفاه الذكر من الداخل كانت حوالي 5 ليترات، أما الآن حين أصبحت أغلق شفاه الذكر فإنها أقل من نصف ليتر وأزيد عليها لليقين، فأي الكميتين أكثر منطقية؟ وأحيانا بعد الاستنجاء بفترة أجد اللباس الداخلي ملتصقا بفتحة الذكر من الداخل قليلا، فهل تتنجس الملابس بذلك؟ وقد قرأت الفتاوى الأخرى فلم أجد ما يطابق حالتي تماما، ولكن كلمات قليلة مباشرة منكم قد تطمئنني فيما أفعل أو تصلح ما أفعله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك مصاب بداء الوسوسة، والذي ننصحك به للعلاج منه هو الإعراض عن كل الوساوس وعدم الالتفات إليها بالكلية، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وإذا قضيت حاجتك فإنه يجزئك الاستنجاء بصب الماء وجريانه على موضع النجاسة، فإذا علمت أو غلب على ظنك زوال النجاسة فيكفي ذلك، ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من وسواس أو شك حول دخول الماء إلى الذكر، لأن الأصل عدم دخوله حتى يحصل يقين بذلك، وما ذكرت أنك تقوم به لا يخفى ما فيه التكلف والتنطع، فينبغي أن تتجنبه وأن تستنجي بشكل طبيعي دون مبالغة، والماء المتبقي على الذكر بعد تطهيره محكوم بطهارته، لأن الماء المنفصل عن المحل بعد تطهيره طاهر، وانظر الفتوى رقم: 141158.
ومما تقدم تعلم أن الكيفية التي تقوم بها عند الاستنجاء غير مشروعة، لما فيها من التكلف والتنطع، وأن غسل ظاهر الذكر كاف ولا يترتب عليه دخول الماء داخله كما تتوهم، وأن الملابس التي تجدها ملتصقة بفتحة الذكر بعد الاستنجاء محكوم بطهارتها، وأما كمية الماء التي تستخدم للاستنجاء: فعليك الاقتصار على قدر الحاجة وعدم الإسراف.
والله أعلم.