السؤال
ما هو فضل من ماتت وهي في عدة زوجها المتوفى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نقف على حديث أو أثر يبين فضل المرأة التي تموت في عدة الوفاة بصورة طبيعية، ولا شك أنها إذا كانت صابرة محتسبة تنال أجر الصابرين ولو لم تمت، فقد وردت بذلك الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة.
لكن إذا كان في بطنها حمل فهي من الشهداء إن شاء الله تعالى، فقد روى مالك في الموطأ عن جابر بن عتيك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: غلبنا عليك يا أبا ربيع، فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن فإذا وجبت فلا تبكي باكية، قالوا: يا رسول الله ما الوجوب؟ قال: إذا مات، فقالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعونِ شهيد، والغًرِق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحَرِق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْعٍ شهيد.
ومحل الشاهد أن هذه المرأة إذا كانت ماتت بأحد الأسباب المذكورة تكون شهيداً إن شاء الله، قال الباجي في المنتقى: "والمرأة تموت بجُمْعٍ" قيل: تموت بالولادة، وقيل: تموت جَمعاء بكرا غير ثيب لم ينلها أحد.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني