السؤال
هل الخلافة التي قبل المهدي، سيكون فيها دخن، أم ستكون صافية، لا تشوبها شائبة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فظاهر الآثار المروية في المهدي، يستفاد منها أن الخلافة التي قبله، لا تكون صافية لا تشوبها شائبة، بل لا يكون بها دخن فحسب، وإنما تكون مليئة بالظلم والجور، كما يدل عليه حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني.
وقد روي ما ينص على هذا المعنى، ولكنه ضعيف، فعن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا ... الحديث رواه الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه جماعة لم أعرفهم. اهـ. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 3722.
بل إن المهدي نفسه، سيتغير حاله للأصلح فجأة، كما يدل عليه حديث علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة. رواه أحمد، وابن ماجه، وحسنه الألباني.
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم: "يصلحه الله في ليلة" أي: يتوب عليه، ويوفقه، ويفهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك. اهـ.
ويدل على ذلك أيضًا ما روي في الآثار، وما ذكره أهل العلم في علامات ظهور المهدي، وذكر ما يسبقه من الفتن، والمحن والشدائد، وقد عقد لذلك السفاريني في لوامع الأنوار البهية فصولًا، فراجعها هناك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني