الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به

السؤال

ما معنى حديث: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به؟ وما صحة الحديث؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقد ضعفه الشيخ الألباني في كتاب "ظلال الجنة في تخريج أحاديث السنة" لابن أبي عاصم، ونسبه إلى الحسن بن سفيان في الأربعين، والسلفي في الأربعين البلدانية، والهروي في ذم الكلام، وابن بطة في الإبانة، وقد أعله ابن رجب في شرحه على الأربعين النووية، هذا من حيث الإسناد.

وأما من حيث المعنى فإن المقصود بالحديث الحض على تمام الانقياد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من أحكام الشرع، فعلى هذا فهو صحيح المعنى وإن لم يصح إسناده، كما أشار إلى ذلك صاحب كتاب تيسير العزيز الحميد، وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعاً لما جاء به الرسول ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعاً لقوله، وعمله تبعاً لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين. انتهى.

وأصل ما ورد في هذا الحديث موجود في القرآن الكريم كقول الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65]، وغيرها من الآيات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني