الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فساد الزوج ليس مسوّغًا للمرأة للوقوع في المحرمات

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، مشكلتي هي أن زوجي كان يتعاطى الحشيش، والشراب، إلا أنه -ولله الحمد والمنة- أقلع عن الحشيش بعد زواجنا بسنتين، وكان ذلك بعد جهد جهيد، وأنا لست متيقنة تمام التيقن، لكن أتمنى ذلك، وظننت أنه أقلع عن الشراب أيضًا، لكني كنت أشم تلك الرائحة من فترة لفترة، ولم تكن قوية، فكان ينكر ذلك، إلى أن أتى يوم وذهبت لأهلي، ومرض ولدي، وعدت للمنزل - أهلي يبعدون مسافة سبعين كيلو- وعندما دخلت المنزل ذهلت حين رأيته في حالة سكر فظيعة، هو أيضًا تفاجأ؛ لأنني أتيت، فكان يبرر، وأشياء كثيرة حصلت كنت لا أراها سوى في الأفلام، أنا أحبه حبًّا جمًّا، لكني أحب نفسي، وطفلي أيضًا، وهنا يكمن الخوف، فأنا لا أستطيع البقاء معه؛ لأنه لم يستطع السيطرة على نفسه، وكيف أأتمنه على نفسي، وطفلي؟ لا أخفيكم أن رفاق السوء لهم دور كبير في ذلك، لكن هل نصغي لهم، أقسم بالله أن بعض الصديقات من حولي يخبرونني بأن أفعل كذا وكذا، ولن يعلم زوجي، أي أن أستعمل الشيشة، وأغازل، وأفعل السحاق، والتدخين، والرقص، والتصوير، وأني سأكسب مالًا عوضًا عن أن أصرف المال، لكني كنت أرفض بشدة؛ لأن الطهر، والستر يتمنَى شراءه بالمال من هتكت أعراضهم، فهل أسمح لنفسي بالتضحية بنفسي، وطفلي، وأنتظر شيئًا ربما لن يحدث، ولو كان سيحدث لحدث قبل الآن؟ أم أنقذ ولدي من هذا المستنقع؟ لا أخفيكم أن الحياه بدون زوجي مستحيلة، حيث إنه وتين قلبي، وشرياني، لكني حينما أدرك ذلك أستهتر، وأقول: حان دور فعل ما لم يكن متوقعًا، وهو الطلاق، ونسيت أن أذكر بأنه ذو خلق، ومحب، وحنون، ومتفان، وأقسم بالله أن حبي له يفوق الخيال، لكني أشعر بالتعب، والإرهاق بحيث تعددت محاولاتي، واهتزت ثقتي، والآن لم أعد قادرة حتى على التصديق، فقد خيّب ظني بعد أن كنت فخورة به، وكنت أخطط معه لبناء بيت العمر، لكن أي بيت هذا مهدودة أعمدته؟ فلا أشعر الآن إلا أني أريد الرحيل عن أحب مكان لي، وأحب شخص على قلبي، فنوروني فربما كنت مخطئة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تسعي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة، والاستقامة بحثه على مصاحبة الصالحين، والتعاون معه على فعل الطاعات، مع الاستعانة بالله، وكثرة الدعاء ،فإن لم يتب من شرب الخمر، فينبغي أن تفارقيه بطلاق، أو خلع، فإنّ الخمر أمّ الخبائث، وشربها من أكبر الكبائر، ومفارقة الزوج الفاسق مستحبة، قال البهوتي ـ رحمه الله ـ: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه لتركه حقوق الله تعالى. كشاف القناع - (5 / 233)

وعلى أية حال؛ فإنّ عليك المحافظة على دينك، وعرضك، والحذر من استدراج الشيطان، واتباع خطواته، واتباع صاحبات السوء، فإنّ فساد الزوج ليس مسوّغاً للوقوع في المحرمات، والجرأة على المعاصي، والمحافظة على الدين مقدمة على المحافظة على الزوج، وغيره.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني