الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت"

السؤال

لماذا الأبناء يجنون ثمار الأباء؟ وما تفسير الحديث الذي معناه: ما نبت جسم من سحت إلا والنار أولى به؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن سؤالك الأول (لماذا الأبناء يجنون ثمار الآباء) غير واضح، فالرجاء أن تبين المقصود عندك منه.
وأما الحديث الذي سألت عن تفسيره، فإنه ورد في مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي وكتب أخرى، وهو حديث صحيح ونصه عن جابر بن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك يا رسول الله: قال: أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولم يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بحديثهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت النار أولى به، يا كعب بن عجرة الناس غاديانٍ فغاد بائع نفسه وموبق رقبته، وغاد مبتاع نفسه ومعتق رقبته. وفي رواية الترمذي: لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به.
قال في تحفة الأحوذي: "لا يربو" أي لا يرتفع ولا يزيد، ربا المال يربو إذا زاد، "لحم نبت" أي: نشأ "من سحت" بضم السين وسكون الحاء أي: حرام جـ3صـ192.
ومعنى الكلام: أن المرء إذا تعود أكل الحرام حتى نما منه جسمه، فإن جهنم أولى به.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني