السؤال
والدي ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية بالإضافة إلى إقامته للموالد وتعظيم الأموات.. لو توفي قبل إقامة الحجة عليه فما هو حكم الإسلام فيه وما يترتب عليه من أحكام تتعلق بالأسرة؟
وجزاكم الله خيراً.
والدي ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية بالإضافة إلى إقامته للموالد وتعظيم الأموات.. لو توفي قبل إقامة الحجة عليه فما هو حكم الإسلام فيه وما يترتب عليه من أحكام تتعلق بالأسرة؟
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن الطرق الصوفية اليوم تحتوي كثيراً من الانحرافات والبدع والخرافات... وبعض هذه الانحرافات يصيب العقيدة في الصميم، والعقيدة يجب أن تكون حِمى محروسا لا يصل إليه شرك ولا شك. فنرى بعض الصوفية يدعون غير الله تعالى، ويستغيثون بالأموات، ويعتقدون النفع والضر في مشايخهم الذين يسمونهم الأولياء. كما نلاحظ أن بعضهم عنده بدع في العبادات، وقلَّ من يسلم منهم من الخرافات والضلالات والحكايات الباطلة والاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وبإمكانك أن تعرف أكثر عن الصوفية في الفتوى رقم: 27699، والفتوى رقم: 8500، والفتوى رقم: 322. ولكن لا يمكن أن نحكم على شخص معين بشيء من ذلك لمجرد أنه ينتمي إلى طريقة صوفية إلا إذا أقيمت عليه الحجة، وتوفرت فيه الشروط، وانتفت عنه الموانع، فقد يكون جاهلاً أو متأولاً، لأن الحكم بهذه الأمور أو وصف شخص معين بها ربما يترتب عليه الحكم بتكفيره، والحكم بالتكفير ليس بالأمر الهين، خاصة إذا علمت الآثار المترتبة عليه في الدنيا والآخرة، ففي الآخرة يستحق صاحبه الخلود في النار، وفي الدنيا يترتب عليه أن يقيم عليه السطان حد الردة وهو القتل، ويترتب عليه أيضاً التفريق بينه وبين زوجته المسلمة، ولا يرث ولا يورث، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين... ولهذا كان كثير من السلف الصالح يحذرون من إطلاق كلمة الكفر أو كافر على من ظاهره الإسلام، وقد قال بعضهم: لأن أخطئ في إدخال ألف كافر في الإسلام أحب إليّ من أن أخرج مسلماً واحداً من الإسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: من دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه. أي رجع عليه. وبناء على ما تقدم، فإن والدك يعامل معاملة المسلم في حياته وبعد مماته، ويجب عليك أن تنصحه دائماً بالبعد عن الصوفية، وتبين له مساوئها وأقوال العلماء المحققين فيها، والفتاوى التي صدرت منهم بشأنها، لعل الله تعالى ينفعه بذلك فيرجع عن هذه البدعة الغليظة. ولا تنسى أن الله تعالى أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما ولو كانا غير مسلمين، وأمر بطاعتهما إلا في المعصية، فقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [العنكبوت:8]. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني