السؤال
أنا مراهق في 16 من عمري، وأشعر أنني بعيد عن الله، وأن الله غاضب مني، وأنه لا يتقبل صلاتي إذا صليت, ومنذ كنت صغيرا علمني أبي ـ رحمه الله ـ الصلاة، وكنت مواظبا عليها، وكنت أخشع في صلاتي وأبكي عندما أقرأ القرآن، و كنت أبتعد عن الذنوب أيا كانت، والآن أحيانا لا أصلي في الأسبوع إلا يوم الجمعة، وإذا توضأت لأصلي أشعر أنني فقدت روح الصلاة... ولا أقرأ القرآن إلا قليلا، وأشعر أن إيماني يضعف شيئا فشيئا, وأتمني أن أصلي بخشوع، وأشعر أن صلاتي فارغة, وأنا مواظب على كل شيء في الإسلام عدا الصلاة، والقرآن، ويحزنني سماع صوت المؤذن كل يوم ينادي للصلاة وأنا لا ألبي النداء، وأخاف إذا فاجأني الموت، وأشعر أن ربي غير راض عني.....
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم -هداك الله- أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب، وأكبر الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 130853.
فإياك وترك الصلاة، فإنك إن أصررت على تركها، فأنت على خطر عظيم، ثم اعلم أن الهداية والاستقامة تحصل بمجاهدة النفس، ومحاربة وسوسة الشيطان، ونزغاته.
وأما الاستسلام لكيده ومكره، كما حصل منك، فهو الذي يوقع فيما وقعت فيه، فعليك أن تتدارك نفسك من الآن بتوبة نصوح صادقة، تغسل بها عن نفسك أدران تلك الذنوب، وترجع إلى ربك رجوعًا صادقًا.
واعلم أنك متى صدقت في مجاهدة نفسك، وصبرت على فعل الطاعات، فإنك ستذوق لذتها، وحلاوتها -ولا بد-، مصداق قول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
فلذة الطاعة لا تنال إلا بالمصابرة، والمجاهدة، لا بالاستسلام للشيطان، ووساوسه، وانظر الفتوى رقم: 139680.
واصحب أهل الخير والصلاح ممن تعينك صحبتهم على طاعة الله، والتقرب إليه، وأكثر من الدعاء، واللجأ إلى الله تعالى، والتضرع له، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء -نسأل الله لنا ولك الهداية إلى صراطه المستقيم-.
والله أعلم.