السؤال
عندي سؤال بخصوص الإنجاب، أنا متزوجة وعندي طفل واحد وأرغب في طفل آخر وزوجي يرفض؛ لأن عنده بنتين من زواجين سابقين، وبحجة أنه لا يملك المال، رغم أنه كان يقول إنه يريد الكثير من الأولاد قبل الزواج، وبعد أن تزوجنا يرفض الإنجاب ويريد الزواج الثاني لغرض الجنس فقط، فهل نحن النساء سلعة رخيصة تستعمل لإفراغ الرجل شهوته فقط بدون حق في الإنجاب؟ وهو دائما يقول إن الله خلقنا لمتعة الرجال وهو سبب وجودنا في هذه الدنيا، فهل يجوز له أن يمنعني الإنجاب؟ وثانيا في الممارسة الجنسية دائما يعزل عني إذا كان بواق ذكري أو السحب مما يجعلني أتألم نفسيا بسبب كرهه للإنجاب، وسؤالي الثاني: هو يدرس حاليا ويعمل يرجع من الشغل ويدخل غرفته وأنا أقضي كل الوقت في الاهتمام بالبيت وبالطفل وكل اهتمامه في الدراسة وحتى وقت فراغه واستراحاته يقضيها أمام الكمبيوتر في متابعة يوتيوب وفيس بوك، فهل ليس لنا حق في وقته؟ وهل يجب على الزوجة دعم الزوج والتخلي عن وقتها ورغبتها في الأطفال لأجل أن يدرس زوجها؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حقّ لزوجك في منعك من الإنجاب، ولا يجوز له أن يعزل عنك بغير إذنك، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المقنع: ولا يعزل عن الحرة إلا بإذنها. وراجعي الفتوى رقم: 31369.
وقد ذكر أهل العلم أنّه يكره للرجل أن ينزع من جماع امرأته قبل أن تقضي شهوتها، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ: ويستحب أن يلاعب امرأته قبل الجماع؛ لتنهض شهوتها، فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله... فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى تفرغ؛ لما روى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إذا جامع الرجل أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته، فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها» ولأن في ذلك ضررا عليها، ومنعا لها من قضاء شهوتها. المغني لابن قدامة (7/ 300) باختصار.
وذهب بعض العلماء إلى تحريم نزع الرجل قبل فراغ المرأة من قضاء شهوتها، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: قوله: «والنزع قبل فراغها» أي: يكره ـ أيضاً ـ أن ينزع قبل فراغها؛ لحديث: «إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها»، والنزع معناه أن ينهي الإنسان جماعه، فيخرج ذكره من فرج امرأته قبل فراغها من الشهوة، أي: قبل إنزالها، والفراغ من الشهوة يكون بالإنزال، فالمؤلف يقول: يكره، وهذا فيه نظر، والصحيح أنه يحرم أن ينزع قبل أن تنزل هي؛ وذلك لأنه يفوت عليها كمال اللذة، ويحرمها من كمال الاستمتاع، وربما يحصل عليها ضررٌ من كون الماء متهيئأً للخروج، ثم لا يخرج إذا انقضى الجماع. الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/ 417)
وعلى الزوج أن يوازن بين واجباته وأعماله ويعطي كل ذي حق حقه، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك فقال له: صدق سلمان.
ومن حسن معاشرة الرجل لامرأته أن يعطيها جزءًا من وقته ولا ينشغل عنها بالكلية، ومن حسن معاشرة المرأة زوجها أن تعينه على الخير وتصبر عليه، ولها على ذلك الأجر العظيم إن شاء الله.
والله أعلم.