الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغالب في الوالد الشفقة على ولده والحرص على مصلحته

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة أتعبتني الحياة قليلا ـ والحمد لله ـ كنت أعمل في دولة خليجية، فلم أفلح في عملي، لأن الرواتب كانت ضعيفة ولا تكفي، ولهذا قررت أن أكمل دراستي في روسيا، وذهبت إليها وأنا مقتنع بأنني سأشق طريقي، لكنني منذ وصولي وأنا مريض، ذهبت إلى المشفى لمدة 6 أيام، وقد كرهتها جدا، لكن حزني على والدي الذي دفع مبلغا لا بأس به وساعدني، فماذا أقول له؟ وماذا أفعل؟ أتمنى نصيحة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء من كل داء وسقم وأن يمتعك بالصحة والعافية، ونوصيك بالصبر، ففي الصبر على البلاء العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، فبه ترفع الدرجات وتكفر المعاصي والسيئات، وانظر في أدلة فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.

وينبغي أن تحرص أيضا على الدعاء، فالله سبحانه مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، كما قال في كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

وتجد في الفتوى رقم: 119608، آداب الدعاء وشروطه.

وإن كنت تخشى أن تلك البيئة لا تصلح لك وأنها سبب مرضك، فنحسب أن الأمر هين وأن والدك يمكن أن يتفهم هذا الموضوع ويرتضي خروجك من هذا البلد، لأن الغالب في الوالد الشفقة على ولده والحرص على ما فيه مصلحته، وأنه يحزنه ما يضره، ولو فرضنا أنه لم يرتض ذلك وأمرك بالبقاء في البلد، فلا يلزمك البقاء فيه مع الضرر، لأن الطاعة تجب في المعروف، وليس من المعروف أن يأمر الوالد ولده بما يلحقه فيه أذى ومشقة، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 76303، ففيها ضوابط وجوب طاعة الوالدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني