الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى عبارة: يبعث يوم القيامة أمة وحده

السؤال

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن زيد، عندما سأله بعض الصحابة -رضي الله عنهم-: أستغفر له؛ فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
لم أفهم: أمة وحده.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، عن نُفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل عن أبيه، عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، هو وزيد بن حارثة، فمر بهما زيد بن عمرو بن نُفيل، فدعوه إلى سُفرٍ لهما، فقال: يا ابن أخي، إني لا آكل مما ذُبح على النُّصب، قال: فما رُؤيَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكَلَ شيئاً مما ذُبح على النُّصب. قال: قلت: يا رسول الله، إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك، ولو أدرككَ لآمنَ بك واتَّبعك، فاستغفِرْ له، قال: نعم، فأَستغفِرُ له، فإنه يبعث يومَ القيامة أُمَّةً واحدةً. وصححه أحمد شاكر، بينما ضعفه الأرنؤوط في تحقيق المسند.

وأما عن معنى: أمة وحده، فقيل: المراد أنه كان متفردا بدين لا يشركه فيه أحد.

قال ابن عزيز في غريب القرآن- في تعداد معاني الأمة-: وَأمة رجل مُنْفَرد، أَو متفرد بدين لَا يشركهُ فِيهِ أحد. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يبْعَث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل أمة وَحده.اهـ. ونقله الفاكهي في رياض الأفهام، وغيره.

وقيل: المعنى أنه يقوم مقام جماعة في عبوديته لله.

قال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام: وقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [النحل: 120]؛أي: قائماً مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم: فلان في نفسه قبيلة، وروي: أنه: "يُحشرُ زيدُ بنُ عمرِو بن نُفيلٍ أمَّةً وحدَه.اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 108641.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني