السؤال
إذا فعل أحدهم فعل قوم لوط في مكة، وزنا في نهار رمضان، وتزوج من زنا بها وتابا إلى الله، وعمل العادة السرية لأكثر من 9 سنوات وتحرش ولامس ما لا يحل له من حرمات المسلين... ونظر إلى ما يحل له أن ينظر إليه.. أله توبة عند الله؟ وهل هو منافق أو مراء؟ وهل يقبله الله في جنته؟ وهل يقبل الله أن ينظر إليه نظرة رحمة وشفقه في رمضان فيعتقه؟ وماذا يفعل وقد تاب وأناب؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله أعظم، ورحمته سبحانه قد وسعت كل شيء، فإذا تاب هذا الشخص من هذه الجرائم الكبيرة توبة نصوحا مستجمعة لشروطها وأركانها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله ندما أكيدا، فإن توبته مقبولة ـ إن شاء الله ـ ويرجع من ذنوبه كأنه لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
ويرجى له أن يدخل فيمن يرحمهم الله تعالى ويعتقهم من النار في رمضان، وفي غير ذلك من المثوبات العظيمة التي وعد الله بها من تاب وعمل صالحا، فليبشر هذا الشخص، وليحسن ظنه بربه تعالى، وليستأنف عملا جديدا صالحا، وليكثر من الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليصحب أهل الخير والصلاح، وليكثر من الاستغفار، وليلزم ذكر الله تعالى على كل حال.
وأما زواجه بتلك المرأة، فإن كان قد وقع قبل التوبة، فهو مختلف في صحته، ونرى أنه ما دام الزواج قد تم فلا حرج عليه في الأخذ بقول من يرى صحته، وإن جدد العقد احتياطا، فهو أحسن.
والله أعلم.