السؤال
أنا سيدة كنت أقوم بعمل القهوة وكنت أحب أن أشربها في البيت يوميا، ووقتها كانت تظهر لي أرواح لا تضرني وكنت أشعر أنها سعيدة بأنني أقوم بعمل قهوة في البيت وشعرت أن هذا يمكن أن يكون شركا بالله، فتوقفت عن عمل القهوة منذ سنوات، ومنذ ذللك الوقت إلى الآن وأنا أعاني بشدة من ظهور أرواح تلعب بجسدي وتضرني في عيشتي وتقريبا يريدون مني العودة مرة أخرى لعمل القهوة في البيت، فهل لو عدت أكون قد أشركت بالله، مع العلم أنني حاولت بكل الطرق أن أحصن نفسي بالأدعية اليومية والقرآن الكريم، ولكنني فشلت وتعبت من كثرة الصبر، فأرجو منكم النصيحة.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العافية من كل سوء، واعلمي أنه يحتمل أن يكون ما ترينه من الجن، ويمكن التحصن من الجن بالمواظبة على الإكثار من ذكر الله في بيتكم وتلاوة القرآن، وعلى وجه الخصوص سورة البقرة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
وفي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.
وفي حديث أبي هريرة: أن الشيطان قال له: إذا أويت إلى فراشك, فاقرأ: آية الكرسي, لن يزال عليك من الله حافظ, ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقول الشيطان، قال: صدقك وهو كذوب. رواه البخاري.
وروى النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام, أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة, لا يُقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. رواه الترمذي والحاكم, والطبراني، وقال الهيثمي: رجاله ثقات ـ وصححه الألباني.
ويتعين الصبر ومواصلة الدعاء والتحصن بالقرآن والاذكار، ففي حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: وما الاستعجال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال يقول: قد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.
وأما عن عمل واستعمال ما تحبين من القهوة أو غيرها من المباحات: فليس من الشرك ولو استحسنه الجن.
والله أعلم.