الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الهبة إذا كانت لمقصد محدد

السؤال

قمنا بجمع مبلغ من المال من أنفسنا وبعض المعارف لعلاج صديق لنا، وحدث أن وجد فائض من هذا المال بعد علاج المريض، فهل يجوز للمريض أن يمنح هذا الفائض لمرضى آخرين، أم يتوجب علينا سؤال أصحاب المال إن كانوا يريدون استرجاع جزء منه أو التصدق به؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذا المال ينظر فيه إلى نية الواهبين، فإن كان قصدهم الصدقة على المريض، فإن الفاضل عن الحاجة هو ملك للمريض يتملكه أو يمنحه لمرضى آخرين، وليس للمعطين استرجاعه، روى ابن عباس وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها إلا الوالد لولده، ومثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب، يأكل فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه. أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح. وإن كانوا إنما قصدوا به علاجه فقط أولا قصد لهم، فلهم أن يسترجعوه أو يفعلوا به ما يريدون، قال الدردير: وإن أعانه جماعة أو واحد فأدى وفضلت فضلة، فإن لم يقصدوا بما أعانوه به الصدقة بأن قصدوا فك الرقبة أولا قصد لهم رجعوا بالفضلة على العبد.... وإلا بأن قصدوا الصدقة على المكاتب فلا رجوع لهم بالفضلة. 4/404، وذلك حكم كل من وهب لمقصد محدد. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني