السؤال
إني أعمل بإحدى القرى السياحيه بمدينة شرم الشيخ، أعمل كموظف استقبال، وأنا بعيد كل البعد عن مكان الخمور، ولكن هذه الخمور تأتي بربح وفير للقرية، فهل مالي (مرتب) الذي أحصل عليه شهرياً حرام أم حلال؟
وجزاكم الله خيراً.
إني أعمل بإحدى القرى السياحيه بمدينة شرم الشيخ، أعمل كموظف استقبال، وأنا بعيد كل البعد عن مكان الخمور، ولكن هذه الخمور تأتي بربح وفير للقرية، فهل مالي (مرتب) الذي أحصل عليه شهرياً حرام أم حلال؟
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن وظيفتك هذه إذا كانت تشتمل على مشاركة في الأعمال المحرمة أو إعانة عليها، فإن المرتب العائد منها حرام ولا يجوز تناوله. فإذا كنت -مثلا- موظف استقبال في فندق تدار فيه الخمور أو يشتمل على أعمال محرمة، فإن راتبك حينئذ خبيث لا يجوز لك تناوله، لأن الإنفاق منه والتصدق غير مقبول، ويجلب الوبال على صاحبه. فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51]. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة: 172]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك. فإن كانت الخمور تجلب الربح لهذه القرية، فهذا ليس بمبرر لإباحتها ولا يجوز العمل فيها لأن الكسب الخبيث مآله للمحق، وصاحبه يشعر بالشقاء والتعاسة في الدنيا مع ما أعد الله له من العقوبة في الآخرة. وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الجوابين التاليين: 9743، 21379. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني