الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب المسلم لدرء الهجمة على حجاب المرأة وعفتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا زال حديث المنافقين والمرجفين والذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين مستمرا ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان والحديث المقصود هنا هو الحديث عن حجاب المرأة المسلمة فلقد كتب واحد من المذكورين سالفاً عن عدم فرضية حجاب المرأة المسلمة وهو حديث شبه مكرر يتردد بين الحين والآخر إلا أن خطورة الحديث هذه المرة تتمثل في استعداء الدول الأوروبية بشكل واضح وصريح وغير مسبوق وبأسلوب يمتلئحقداً وغلا و كراهية على المسلمات والمسلمين بدعوى أن الحجاب في هذه الدول هو نوع من التمييز العنصري وزاد الطين بلة أنه ذكر أن الحجاب هو نوع من الغزو لهذه الدول (والحديث مطبوع وموجود لدي) لذا أود من سيادتكم توضيح الواجب في حق المسلم أثناء وجوده وإقامته في الدول الغربية حفظاً لدينه وعقيدته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فكون الحجاب فريضة على المرأة المسلمة مسألة معلومة من الدين بالضرورة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 15665، والفتوى رقم: 26490. أما ما ذكر في السؤال من حديث المنافقين والمرجفين وغيرهم مستغلين الحملة الشرسة على الإسلام ومبادئه وأحكامه، فهذه هي عادتهم ودأبهم في الاصطياد في الماء العكر، واستغلال الظروف للإيقاع بالمسلمين ودينهم. ودعوى كون الحجاب نوعاً من التمييز العنصري أو غزواً للدول الكفارة، دعوى فارغة، إذ هم يعلمون أن الحجاب تشريع إسلامي، وهم يتشدقون بالحرية الشخصية، وحرية العبادة، وحرية الاعتقاد، فإن كانوا صادقين فليتركوا المسلمات يتحجبن، وليعتبروا الحجاب من باب الحرية، فما دمت قد سمحت بالتعري والتحلل الأخلاقي والفوضى الجنسية، فكيف لا تسمح بالحجاب؟، والغريب في الأمر أن لسان حال هؤلاء هو لسان مقال قوم لوط أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56].وواجب المسلم هو الذب عن الإسلام عقيدته وشريعة، وإن اضطر للإقامة في بلاد الكفر -مع أن الأصل عدم جوازها- فعليه أن يلتزم أولاً بتعاليم الإسلام، ويلزم بها أهله وأولاده، ويلزم النساء بالحجاب، والبعد عن مواطن الريبة والاختلاط بالرجال، ثم يقوم بما يستطيع من البيان، والدفاع عن الإسلام وعن الحجاب، والجدال بالتي هي أحسن مع هؤلاء ومن على شاكلتهم. ويمكنه الاستعانة بالعلماء المسلمين والدعاة في بلاد الغرب والمراكز الإسلامية، فهم ألصق بتلك المجتمعات، وأقدر على الحوار معهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني