السؤال
أود أن أسأل عن أحكام المحدثين في الزيادة الواردة في حديث المهدي: واسم أبيه اسم أبي ـ التي رواها عاصم عن زر وأبي إسحاق الشيباني من صححها ومن ضعفها؟.
وجزاكم الله خيرا.
أود أن أسأل عن أحكام المحدثين في الزيادة الواردة في حديث المهدي: واسم أبيه اسم أبي ـ التي رواها عاصم عن زر وأبي إسحاق الشيباني من صححها ومن ضعفها؟.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى أبو داود في سننه هذا الحديث بعدة أسانيد مدارها على عاصم بن أبي النجود، حيث قال: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ، حَدَّثَهُمْ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، ح وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ فِطْرٍ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ ـ قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ: لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ـ ثُمَّ اتَّفَقُوا: حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ـ زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ: يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ـ وَقَالَ: فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: لَا تَذْهَبُ، أَوْ لَا تَنْقَضِي، الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ـ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَفْظُ عُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ بِمَعْنَى سُفْيَانَ. انتهى.
وروى هذا الحديث غير أبي داود من الأئمة وصححه غير واحد، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق صحيح ابن حبان: إسناده حسن، عاصم ـ وهو ابن أبي النجود ـ صدوق وحديثه في الصحيحين مقرون، واحتج به أصحاب السنن، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين، ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش، وأخرجه أحمد 1/377 و430، وأبو داود: 4282، في المهدي، والترمذي:2230، في الفتن: باب ما جاء في المهدي، والطبراني: 10218، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه أحمد 1/376 و448، وأبو داود: 4283، والترمذي: 2231، والطبراني في الكبير: 10213، و10214، و10215، و10216و10217، و10219، و10220، و10221، و10222، و10223، و10224، و10225، و10226، و10227، و10228، و10230، وفي الصغير:1181، من طرق عن عاصم بن أبي النجود، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك: 4/442. انتهى.
وقد ذكر الشيخ عبد المحسن العباد البدر في عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر هذا الحديث ثم قال: .... وهذا الحديث سكت عليه أبو داود والمنذري وكذا ابن القيم في تهذيب السنن، وقد أشار إلى صحته في المنار المنيف وصححه ابن تيميه في منهاج السنة النبوية وقد أورده في مصابيح السنة في فصل الحسان، وقال عنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة: وإسناده حسن. انتهى.
وقد ضعف هذا الحديث بعض أهل الحديث لوروده بإسناد آخر، كالذي رواه البزار والطبراني، فقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وعن قرة بن إياس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأن الأرض ظلماً وجوراً فإذا ملئت جوراً وظلماً بعث الله رجلاً مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها ولا الأرض شيئاً من نباتها، يلبث فيكم سبعاً أو ثمانياً أو تسعاً ـ يعني سنين ـ رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه، وكلاهما ضعيف. انتهى.
ومثله في الضعف ما أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد من طريق عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزاز عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن تميم الداري قال: قلت : يا رسول الله! ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية، وما رأيت أكثر مطراً منها، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعمْ، وذلك أنَّ فيها التوراة، وعصا موسى، رّضْراضَ الألواحِ، ومائدةَ سليمانَ بنِ داودَ في غارٍ من غيرانِها، ما من سحابةٍ تُشْرِفُ عليها من وجهٍ من الوجوهِ إلا فرَّغتْ ما فيها من البركةِ في ذلك الوادي، ولا تذهبُ الأيامُ ولا الليالي حتى يسكُنَها رجلٌ من عِتْرَتي، اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمُ أبي يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقي، وخُلُقُه خُلُقي، يملأُ الدنيا قِسطاً كما ملئتْ ظلماً وجَوْراً، يعني: مدينة أنطاكية.
قال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة: منكر جداً ـ ونقل قول الذهبي: هذا حديث منكر ضعيف الإسناد. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني